المراقبون أصيبوا بالدوار، وهم يحاولون فهم العلاقات الثنائية في الشرق الأوسط اليوم، في حقبة تعتبر واحدة من أكثر الفترات التاريخية تعقيداً، واستعصاءً في الفهم، فلم تعد المحاضرات تكفي، ولا الأخبار تغطي، وتوقفت وكالات الأنباء، على حدود معينة، ثم فتحت فمها، وهي تراقب الوضع الراهن، من يحب من؟ ومن يوالي من؟ ومن يعادي من؟ ومن يتحد مع من، ومن يقف مع من ضد من؟ المراقب محق، لأنه حتى يدخل في منطقة الصراع في الشرق الأوسط، ويعرف ما عناصر الجذب للشباب التي تجرهم إلى هذا المستنقع، يجب أولاً أن يتعرف أولاً على اللاعبين الأساسيين، حتى يستطيع أن يتحاور معهم للتأثير على مجريات الأمور، وهو يدخل حقل ألغام، لا يعرف كيف يسير، ويحتاج إلى كشاف وخبير ليرشده كيف ينجو بنفسه، وكيف يقود قومه للنجاة. من هنا نشأت فكرة الماتركس، التي نشرتها سلايت، وهي تضع اللاعبين الأساسيين في العامود القائم، وفي الخط الأفقي، وتحدد جدول العلاقة بين كل لاعب وبقية اللاعبين، وهي مجلة أمريكية ليبرالية، إلكترونية، وتعنى بالأحداث الجارية والثقافة، اشترتها الواشنطن بوست 2004. الفكرة أوحت للصحفي البريطاني ديفيد ماكندلس، ليطورها باستخدام جهة محترفة في صناعية الشاشات التفاعلية، انفورميشن ازبيتوفل، وأصبحت مثل لعبة سوني الإلكترونية، فقام بجمع كل المعلومات التي تربط الدول والجماعات المؤثرة في خريطة الشرق الأوسط اليوم ووصلت إلى 29 دولة، وجماعة، تشمل مصر، والسعودية، وسوريا، والعراق، وتركيا، وإيران، وبقية دول الخليج العربي، والإتحاد الأوربي، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين، ومن الجماعات، داعش، وإسرائيل، وحزب الله، وحماس، ومنظمة الجهاد الإسلامية، والثورة السورية، وأكراد العراق، وغيرهم. استقى الصحفي معلوماته من كبرى الصحف ووكالات الأنباء الدولية، ومن وكالة المخابرات المركزية، وربط بين اللاعبين بأربعة خطوط ملونة: عدو، صديق، مصالح، علاقة معقدة، وعندما تضع المؤشر الإلكتروني على الدولة أو الجماعة، تضيء الخطوط الأربعة بينها وبين الآخرين، ولو لعبت فيها لعشر دقائق لأصبت بالصداع، فكيف من يلعب بها في الحقيقة كل يوم. #القيادة_نتائج_لا_أقوال أظهرت لعبة ديفيد ماكندلس أعلاه، حقيقة غريبة أنه لا أمريكا ولا إسرائيل هما أكثر دولتين مكروهتين في المنطقة، بل هناك غيرهما الكثير. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain