أكد أستاذ الهندسة والنظم الزراعية في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل بالأحساء البروفيسور عبدالله بن علي الغزال أن الاهتمام الكبير الذي يحظى به النخيل على المستوى المحلي ليس لإنتاجها الوفير فحسب، بل لأن ذكرها قد ورد في القرآن الكريم فهي غذاء وظل وتمر ورمز من رموز حضارتنا، إذ تعتبر المملكة من بين أهم الدول المنتجة للتمور في العالم. وبين البروفيسور الغزال لدى مشاركته في محاضرة بعنوان «آلة صرام النخيل» بمنتدى بو خمسين الثقافي، بحضور حشد من المثقفين ورجال الأعمال في الأحساء أن عدد النخيل في المملكة يقدر بنحو 23 مليون نخلة ويبلغ الإنتاج السنوي من التمور نحو مليون طن من خلال 155 ألف هكتار، ويتم إنتاج هذه الكمية من بين أكثر من 450 صنفا من التمور، معتبرا الأحساء من أهم وأكبر واحات النخيل التاريخية في المملكة، حيث يصل إنتاجها إلى ما يعادل 40% من جملة إنتاج المملكة، وكمية التمور المصدرة لا يتجاوز 8% من الإنتاج المحلي رغم أن المملكة ثالث دولة في العالم منتجة للتمور ويوجد في السعودية ما يقارب من 50 مصنعا للتمور تستوعب ما يصل إلى 70 ألف طن من التمور أي ما يقارب 8% من إنتاج التمور. وأرجع الغزال صعوبة تصميم آلة صرام نخيل في المزارع القديمة، إلى أن مزارعنا ليست متخصصة في زراعة صنف واحد، والاختلاف الواضح في ارتفاع طول النخلة، والمسافة بين النخلة والأخرى قريب جدا إذ يتراوح بين 3 إلى أقل من 5 أمتار، كما أن زراعة النخيل غير منتظمة، ووجود زراعة بين أشجار النخيل مثل أشجار الليمون والعنب وغيرها من الأشجار وقنوات الري بين النخيل، وتلك بعض العوائق الرئيسية التي تحول دون تصميم آلة صرام خاصة. ورأى أنه في حالة تصميم آلة صرام نخيل لابد أن يراعى أن يكون ارتفاع الرافعة الهيدروليكية للآلة من 12 إلى 15 مترا، حيث توجد أشجار نخيل كثيرة تصل إلى تلك المسافة، أما عند تصميم آلة صرم نخيل ذات ارتفاع منخفض أو متوسط ليست مقبولة من الناحية الاقتصادية، حيث إن استخدام الطريقة التقليدية باليد العاملة أوفر بكثير من امتلاك هذه الآلة نظرا لتكلفتها، كما يراعى عند التصميم أن يثبت في أعلى الرافعة سلة ذات حجم مناسب ترفع العامل حتى يتمكن من إجراء العمليات المختلفة لخدمة النخلة مثل التقليم والتلقيح والصرام وغيرها من العمليات المهمة. وأبان البروفيسور الغزال أن أشهر أنواع التمور في السعودية هي الخلاص والرزيز والسكري والبرحي ونبتة علي ونبتة سيف، ويعاني المزارع معاناة كبيرة في عملية صرام النخيل بالطريقة التقليدية الحالية التي تأخذ الوقت والجهد والتكلفة.