×
محافظة المنطقة الشرقية

اتحاد السيارات يطالب أعضاءه بسرعة تجديد العضوية

صورة الخبر

امتهان النقد على عواهنه سلباً وإيجاباً حتى يصبح عادة يرافقها التذمر من كل المحيط وإحساس دائم بعدم الرضا بارتداء نظارة سوداء تخفي حقيقة الألوان فوظيفتها إطفاء جهر الضوء وتعتيمه..!! وهذا الأسلوب بدأ يسود لدى شريحة من الناس في الرؤية السلبية والنظرة السوداوية للمجتمع والوطن، والسيئ في هذا كله أنها ممارسة نقدية سلبية لا تقدم ولا تؤخر بعيدة كل البعد عن الأداء الإيجابي حتى على المستوى الفردي ناهيك عنه جماعياً، وأصبحت ظاهرة التجيير السلبي لكل مشروع يقام وكل نظام يُسن وكل هيئة تنشأ وكل موظف دولة، والحديث عن فساد اجتاح البر والبحر وشبابنا أسوأ شباب وبناتنا أتفه بنات ومناهجنا ومدارسنا وشوارعنا ووزاراتنا.. وحالنا يرثى لها....!! قد تكون موضة استشرت بين فئة عالية ولكن طال أمد مثل هذه الصرعة السلبية التي أمتهنها أكثر الفئات بعداً عن الممارسة التفاعلية المنتجة!!! ممارسة النقد لظاهرة اجتماعية أو أداء سلبي لهيئة حكومية أو خاصة يجب أن يرافقه معرفة علمية واطلاع على حقائق مؤكدة لاتباع أسلوب علمي واقعي للحلول تبدأ من الفرد ذاته لتسري روحها في الجماعة لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الكل فاهم ومطلع على بواطن الأمور ويعلم ما لا تعلمون ويحلل ويستنتج ويضع حلولاً ولو قيض له المشاركة لكن أكثر الناس تقاعساً وسلبية...!!! والأسوأ ممارسة هذا التشريح أمام الوافدين إلى هذا البلد ونقلنا لهم عدوى التذمر والذم والتشريح وهم يتنعمون خير هذه الأرض ويبنون مستقبلهم في أوطانهم من ثروات هذه البلد...! كيف نزرع الانتماء في أجيالنا بممارساتنا للنقد السلبي الأقرب للتجريح في كل ما يحيط بهم؟؟!! ونحن لا نضع أمامهم رؤية إيجابية ورؤية للجمال قبل القبح مع تحديد للسلبيات وإعطائها حجمها الطبيعي وأن الإصلاح يبدأ بإصلاح الذات والتدرج منه من المحيط الصغير حتى يستشري في المجتمع الكبير.... أعجبني كثيراً تفاعل إيجابي لمواطن قام بمنع سائق حاوية أراد رمي مخلفات بناء في أرض فضاء وأخذ رقم المركبة للإبلاغ عنها وموظف رفض رشوة بمليون ريال وأبلغ عنها نموذج لتفاعلية محبة... ولقد ساءني جداً بريد إلكتروني عنوانه «تريد أن تعرف أنك في السعودية» وكانت الصور المرفقة سلبية للغاية ولم أجد مثلنا في الإساءة لأنفسنا! والمظاهر السلبية موجودة في كل بقاع الأرض والنظرة الإيجابية لا تعني إنكار السلبيات وغض البصر عنها وعدم التفاعل معها وكأن الأمر لا يعنينا لكن النقد المحب المنتمي يعني العمل والقدوة والتفاعل بحب، والذي يعني أنك تنتمي لهذا الوطن لأنه لك لذا تريده مثالياً ونموذجياً في كل شيء وهذا يعني في الوقت ذاته أن نحس بما نملك ونستمتع به... الحمد لله على ما تفضل به علينا من النعم نحن نرفل بنعم لا نحسها ولا نعيشها ورغم كل ما يحيطنا لا نشعر بسعادة ولا رضا... فثقافة الحياة تعني العمل التفاعلي + النظرة الإيجابية التفاؤلية = الرضا + السلام النفسي والمحصلة سعادة. فالنقد السوداوي يعمي عن التشخيص الصحيح وبالتالي عن وضع الحلول وتتبعها ويحرمنا من الاستمتاع بما يحيط بنا ونعيشه. هذه الأحاسيس تراودني كثيراً وأنا أتأمل أحوال هذه الأمة وأحوالها تمور بالفتن وأحوال من حولنا متأججة يتفلت أمنها وسكينتها ونحن نرفل بالخير والأمن والملايين وليس الألوف فقدوا المأوى ويترقبون لقمة عيش يقتاتون بها يومهم فقط...... وملايين تفقد أمانها وتهجّر من أوطانها.... لنعمل ونصحح أحوالنا ومحيطنا ونستشعر معنى الانتماء ونحب ما نحن فيه ونحب هذه الأرض حباً حقيقياً وألا يكون حجم هذا الحب بقدر ما نأخذ فهذا حب من لا انتماء له!!