كم كنت سعيداً وأنا اقرأ خبر موافقة مجلس الوزراء على إنشاء الهيئة العليا لتطوير المنطقة الشرقية، وعندي تفاؤل كبير بأن هذه الهيئة ستنقل العمل التنموي في المنطقة نقلة نوعية تتناسب مع حجم وإمكانيات هذه المنطقة، فالشرقية هي منطقة عالمية تتطلع إلى باطنها كل دول العالم، ويستحق ظاهرها أن يتوازى مع باطنها الضخم. الأمير سعود بن نايف تحسب له كثيراً متابعته لهذا الملف حتى فاز بالموافقة، وتتعلق على عاتقه آمال كبيرة في رسم وجه جديد للمنطقة الشرقية عبر هذه الهيئة الجديدة، والحركة النشيطة غير المنقطعة من سموه منذ قدومه لمقر الإمارة في الدمام تزخ في خواطرنا أمطار الأمل ووديان الثقة بأن مستقبلاً جديداً للمنطقة الشرقية قيد التنفيذ، وهذه الهيئة الجديدة فرصة ذهبية لأن تكون هي اليد الأقوى في تغيير معادلة العمل للأمير وشركائه في البناء. «الرؤية» المستقبلية لشكل المنطقة في المستقبل هي ما سيحدد منسوب النجاح للهيئة الجديدة، فخارطة الطريق الجديدة للمنطقة الشرقية لا تكون عظيمة إلا بعظمة الرؤية التي تريد أن تصل لها، وأتمنى أن يكون الطموح مرتفعاً ونقطة الوصول واضحة، وأن تكون هذه «الرؤية» واضحة للجميع، وليست حصرية للعاملين في كواليس الهيئة. «البيروقراطية» هي سوسة خطيرة في ثقافة العمل الحكومي، والأمل يحدونا أن تكون الهيئة الوليدة هي نقطة تحول في تقديم عمل حكومي مختلف لا تقبل أجواؤه بأن تكفل لسوسة «البيروقراطية» بالعيش والتكاثر، وأن تكون قدرتها على «التنسيق» بين الجهات حاسمة، ومعدلات «السرعة» في الإجراءات عالية، ومعايير «الجودة» مكفولة، وأن تحس القطاعات الخاصة التي تدار بكفاءة أن تجربة حكومية جديدة ستنافسها في المعايير الدولية. لا أريد أن استخدم مصطلح المناطق «المهمشة»، ولكني متأكد أن الهيئة الجديدة ستكون من أهم أولوياتها الاهتمام بالأماكن التي كانت أقل تطوراً وأضعف خدمات، فالتنمية الشاملة هي شعار مؤكد للهيئة ولا نزايد عليه. «الإنسان» هو محور التنمية، والتنمية الاجتماعية والثقافية والإنسانية هي جزء أساسي من طموحنا في الهيئة الجديدة، والأمنيات أن تكون هذه التنمية الشاملة والمستدامة للهيئة ترتكز على «الإنسان» الشرقاوي، وأن لا تختزل الهيئة رؤيتها وخططها على الطرق والأنفاق والمخططات السكنية، ومع كل مشروع تولد فرصة لبناء إنسان أكثر وعياً. «الإعلام» له أهمية كبيرة، وفي هذا الزمن تضاعفت قيمته حتى وصفه كثيرون بعصر الإعلام، والمنطقة الشرقية لم تحظ بما تستحقه من كعكة الإعلام، وأعتقد أن الاهتمام بالإعلام الشرقاوي هو ضرورة لا ترف في مستقبل الشرقية القادم. ألف مبروك للشرقية بالهيئة الجديدة، وألف مبروك للوطن بالشرقية الجديدة.