كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو عن فقدان 12 طائرة في ليبيا يمكن استخدامها في عمليات استعراضية ضد تونس والجزائر، ووصف بن جدو ليبيا بقنبلة موقوتة في وجه بلاده والجزائر. كما أكد أن 500 تونسي قتلوا في سوريا من بين نحو ثلاثة آلاف سافروا إليها منذ اندلاع الثورة. وكشف بن جدو في حوار مع صحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر أمس السبت أنه جرى منذ شهر مارس 2013 منع ما يقارب تسعة آلاف شخص من التوجه إلى سوريا، بعضهم أودعوا السجن وبعضهم أطلق سراحه، وكل الذين تم منعهم من السفر إلى سوريا موجودون تحت الرقابة الأمنية، أما الذين سافروا إلى سوريا فعددهم يتراوح بين 2500 إلى ثلاثة آلاف تونسي منذ الثورة بينهم 500 شخص قتلوا هناك. وقال: «هناك من عادوا إلى تونس واعترفوا بالانتماء إلى مجموعات إرهابية في الخارج وتمت ملاحقتهم قضائيًا، وهناك من لم نتمكن من إقامة الحجة عليه، ومع ذلك وضعناهم في قاعدة بيانات ونراقبهم». ولفت بن جدو إلى توقيف أكثر من أربعة آلاف شخص، 1500 إرهابي تم اعتقالهم في عام 2013، مقابل 2700 بين إرهابيين ومشتبهين أو عناصر في الخلايا النائمة ومتهمين بالجرائم الإرهابية وشبكات التسفير إلى سوريا في 2014، وأودع القضاء عددًا كبيرًا منهم السجن، وأطلق سراح البعض لكنهم يظلون تحت الرقابة القضائية. وأشار إلى تصفية 21 إرهابيًا خلال العام الجاري إلى جانب تسجيل حالات استسلام. فضلًا عن استعادة 1500 مسجد كانت خارج السيطرة منذ 2013، في حين يجري العمل على استعادة ما بين 4 إلى 20 مسجدًا بالتنسيق بين وزارتي الداخلية والشؤون الدينية. ونوه وزير الداخلية التونسي إلى وجود نحو 20 من الإرهابيين الجزائريين ضمن الجماعات الإرهابية بتونس، بعضهم شارك في عملية (هنشير التلة) التي راح ضحيتها 15 عسكريًا، مؤكدا أن المجموعات الإرهابية الثلاث المتواجدة في الشعانبي والقصرين وجندوبة (تونس) لا يتجاوز عدد أفرادها 100 أو 110، بعضهم هاربون من العدالة الجزائرية. وأنه لم يعد هناك تنظيم اسمه أنصار الشريعة بعد تصفية قياداته أو فرارها إلى ليبيا. واعترف بن جدو أن ما يقلق الآن أكثر هو الوضع في ليبيا، خاصة مع تهريب السلاح المتدفق، واصفًا ليبيا بقنبلة موقوتة في وجه بلاده والجزائر. واستطرد يقول: «نحن نتحدث عن سيارات رباعية الدفع متوفرة لدى المتشددين في ليبيا كاللعب، ومعسكرات تدريب، وقذائف سام 7 مفقودة، وقذائف موجهة، وقذائف أربي جي 7 وطائرات، هناك 12 طائرة مفقودة في ليبيا يمكن أن تستخدمها المجموعات الإرهابية للقيام بعمليات استعراضية ضد تونس أو الجزائر، نحن نتحدث عن أشخاص ليس لهم أي تفكير غير التخريب والتدمير». وأضاف «الوضع مقلق في ليبيا، لا نعرف من يسيطر على المعابر في ليبيا، في كل مرة تسيطر عليها مجموعة، والوضع في الشرق غير الوضع في الغرب، وأنصار الشريعة أنفسهم غير متفقين مع بعضهم، ومجموعة مصراتة لا تعرف توجهاتهم، ومجموعة الزنتان وهم الأقرب إلى الجزائر وتونس للأسف لا يسيطرون على المعابر». وتابع «لذلك عملنا شريطًا حدوديًا عازلًا يمتد على 300 كيلو متر يمر على جندوبة والكاف في مناطق الجنوب لمنع تسلل الإرهابيين التونسيين والليبيين نحو التراب التونسي للقيام بعمليات إرهابية، ولمنع تهريب السلاح ومنع المواد المدعمة التي تنهك الاقتصاد التونسي». وكشف بن جدو عن معلومات استخباراتية تفيد بوجود أثرياء عرب يحملون الفكر التكفيري يمولون المجموعات الإرهابية. وأيضًا هناك الفدية التي منحتها عدة دول أوروبية لتنظيم القاعدة في مالي، والتي حصلت كتيبة عقبة بن نافع (الناشطة بتونس) على جزء منها لشراء الأسلحة. وأكد الوزير التونس أن بلاده لم ترصد تنظيمًا مواليًا لداعش مثل جند الخلافة في الجزائر، مشيرًا إلى انقسام داخل كتيبة عقبة بن نافع الموالية لداعش، وأن التونسيين من صغار التجربة والسن تأثروا بتجربة داعش وسارعوا إلى إعلان الولاء، وهذا أثار غضب المنتمين إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من الجزائريين والمغاربة الذين يسيطرون على القيادة. وأشار إلى توفر معلومات تفيد بوجود أبو عياض زعيم تنظيم أنصار الشريعة في منطقة درنه بليبيا، والتي تسعى لتكون أول إمارة تعلن ولاءها لداعش، وأن أبو عياض نفسه يسعى لذلك.