×
محافظة المنطقة الشرقية

برنامج الأغذية العالمي يعلق مساعداته لـ7ر1 مليون لاجئ سوري

صورة الخبر

منذ ذلك اليوم التاريخي يوم عرفة من عام 1368 هجري الذي انطلقت فيه الإذاعة السعودية وسمع فيه السعوديون صوت الأمير فيصل بن عبدالعزيز، متحدثا للحجاج، نيابة عن الملك عبدالعزيز، لم تمر على الإعلام الرسمي السعودي فترة دقيقة الظروف والمؤثرات مثل هذه الأيام، فالسعوديون لم يعودوا كما كانوا، ليس منذ 68 سنة ولكن منذ خمس سنوات.. انتقل فيها المواطن من تلقي المعلومات وانتظارها من مصادرها الرسمية إلى صنعها والتأثير فيها وبها.. على طاولة وزير الإعلام الجديد أرقام مدهشة وتدعو للتأمل، فالسعوديون يتصدرون نسب التطور في المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي عالميا، وهم أكثر شعوب العالم زيارة لموقع "يوتيوب" وثالث بلد في العالم في نسبة انتشار الهواتف الذكية، حتى عدد مستخدمي الهواتف الذكية وصل إلى 21 مليونا، حسب بعض الإحصاءات المنشورة، وكل ما سبق يدل على شيء واحد هو أن السعوديين يصنعون إعلامهم الخاص ويكونون توجهاتهم ورأيهم بعيدا تماما عن الإعلام الرسمي. مؤشر آخر دقيق له دلالاته أمام وزير إعلامنا القادم وهو المزاج السلبي العام للمجتمع وثقافة تتفيه إنجازات الدولة بعد فشل الإعلام في إظهارها بشكل يؤثر في مزاج المواطن، ولأن مئات المشاريع التي تمس حياة المواطن ستنتهي قريبا فلا بد من تعامل إعلامي جديد للتعريف عنها، لا تطبيل أو جلد ذات، بل إظهار إنجازات بجانب السلبيات. وزيرنا القادم سيتولى مسؤوليته في ظل فوضى عارمة في المنطقة العربية تقف على أعتاب وطننا الصامد الثابت واستهداف مباشر للجبهة الداخلية عن طريق الإعلام الجديد الذي يعرف الأعداء ولع السعوديين فيه.. إنها حرب المعلومة التي أسقطت دولا ولا بد لها من حرب مضادة تبطلها. منذ 2011، وهذه الزاوية تتحدث عن تغير تفكير السعوديين وتلقيهم للمعلومات، فهي حقيقة لا ينكرها إلا متعام، تغيرت معها مهمات وزير الإعلام ليصبح منسقا بين الملايين من صناع الرأي في البلد، وتحولت وزارته من محتكر للمعلومة الرسمية لنقلها للمواطنين إلى مؤكد لما تمت إذاعته في الإعلام الجديد أو ناف له. يقول كيسنجر في آخر كتاب له، إن هذا زمن هزمت المعلومات فيه الحكمة، وبعيدا عن نسب المشاهدة المتدنية جدا للقنوات الرسمية السعودية بين الشباب والنظرة السلبية للتلفزيون السعودي، إلا أن مهمة وزير إعلامنا القادم الأهم هي.. أن يرفع المواطن رأسه من النظر لجواله عند أي حدث ويتابع الخبر في التلفزيون السعودي.. الواتس أب وتويتر وإنستغرام هي من تشكل الرأي العام في السعودية في هذه الفترة المليئة بالتحديات، والعالم سيتطور ولن يرجع إلى الوراء.. وفق الله من سيتحمل المسؤولية.. حفظ الله الوطن.