أعتقد أن اعتراف مسؤولي وزارة الخارجية بالتقصير في خدمة المواطنين السعوديين مؤشر طيب.. حينما تعترف أمام الناس بتقصيرك في خدمتهم وعدم رضاك عن الخدمة التي تقدمها لهم، هذا يعني أنك قطعت نصف المسافة نحو الطريق الصحيح. - مساعد وزير الخارجية اعترف بأن نسبة الرضا لدى موظفي الوزارة وموظفي البعثات يصل إلى 45% - أي أن أكثر من نصف الموظفين غير راضين.. ولا أظن أحداً سبقه في هذا الاعتراف الشجاع! تأمل معي: مدير إدارة الجودة الشاملة بالوزارة حذّر من أن الانطباع السلبي الذي يتولد لدى مراجعي سفارات المملكة ممكن أن ينتقل إلى تسعة أشخاص آخرين.. مساعد وزير الخارجية رأى أنه في عصر التقنية قد يصل ذلك الانطباع إلى نصف مليون بأقل من دقيقة! - غابت وزارة الخارجية طويلاً، حتى ظننا أنها لا تعلم ما الذي يدور في أوساط موظفيها في الداخل والعاملين في البعثات الديبلوماسية في الخارج.. وحضرت، وفاجأتنا بأنها تعرف كل شيء.. وتمتلك الجرأة على الاعتراف أمام الناس بتقصيرها بالأرقام والنسب المئوية! ملفات كثيرة على الطاولة بحاجة إلى المعالجة.. أهمها الأوضاع الوظيفية للديبلوماسيين السعوديين، وهو ما دفع الوزارة أخيراً إلى دراسة استصدار نظام خاص بأعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي، ليحل - كما ذكرت "الوطن" - بديلا عن لائحة الوظائف الديبلوماسية، ويحقق المرونة اللازمة في منحهم الامتيازات والحوافز المعينة لهم على أداء عملهم.. أو - بكل صراحة - مساواتهم بالبعثات الديبلوماسية الخليجية الأخرى! نجاح الوزارة في هذه الخطوة سيجعل بقية الخطوات أمراً سهلاً.. المشكلة الوحيدة أن الوزارة لم تضع سقفاً زمنياً للقيام بخطوتها تلك.. فالأمر ما يزال "دراسة"، والسعوديون بالذات إذا سمعوا عن لجنة لـ"دراسة" أمر ما، غسلوا أيديهم!