لا سبيل لرقي الأمم والشعوب إلا بجناحين هما منظومة قيمية وسلوك عملي يترجم هذه القيم ؛ ومما يؤسف له أننا نمتلك قيماً سماوية نلوكها بألسنتنا لكنها لم تخالط القلوب عملاً وتمثلاً. فلا تستغرب حين ترى البون شاسعاً بين خطاب مترع بالمشاعرعلى أشرف المنابر ولكنه لا يتجاوز إلى الجواهر ليتجسد سلوكاً عملياً يحتذى به. ومما يؤسف له أننا نلمس هذه الفجوة أكثر ما تكون فيمن هم موضع القدوة والتأثير؛ وأسوأ ما يكون ذلك حينما يتمظهر في شأن حقه التوقير والتقدير كالشأن الإسلامي أو التربوي أو الدعوي وعندما تدقق في دوامهم أو انضباطهم أو نتاجهم فلن تجني إلا الألم على واقع بعيد عن قيمنا الإسلامية الرفيعة التي نباهي بها، فأين نحن من احترام وتقدير قيمة الوقت؟! وأين نحن من حديث الساعي في حاجة أخيه بل أين نحن من عدم الإضرار بالناس؟!، فتعطيل معاملتك بسبب تقاعس الموظف إضرار، وإضاعة وقتك إضرار، وتفويت مصلحة مرتقبة إضرار.. والإضرار بالناس صنو الشرك بالله!! فلا يخدعنك قول قائل أو خطيب أو واعظ أو شيخ ما لم تنظر إلى احترامه للوقت والتزامه بتسهيل أعمال المراجعين والمتعاملين مع محيط عمله أو مسؤوليته!!