حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ - في خطبة الجمعة أمس - من التشاؤم والطيرة والسخافات والترهات التي لا يقرها الإسلام، مشددا على أن التوكل على الله سبحانه وتعالى من شأنه أن يدفع ما يقع في القلب من هواجس لا حقيقة لها. وقال فضيلته: إن من الخرافات عند البعض قديما وحديثا التشاؤم واعتقاد التطير بما يكرهونه طبعا أو عادة متوارثة كالتشاؤم بشهر صفر أو بطير معين أو بسماع كلمة سيئة أو منظر قبيح فتجد أحدهم يصده ذلك عن حاجته التي عزم عليها والأمر الذي أراد تحقيقه فيمنعه ما تطير منه من المضي تشاؤما أو تطيرا، وفي الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "الطيرة ما أمضاك أو ردك". وأضاف: إن مثل هذه الاعتقادات من التشاؤم الباطل والتطير المتوهم كله في نظر الإسلام من السخافات الجوفاء التي لا حقيقة لها، فلا يقع شيء إلا بقدر الله وإرادته وإذنه وفق الأسباب الكونية المقدرة، والقرآن الكريم لم يحك التطير إلا عن أعداء الرسل المخالفين للتوحيد الخالص والعقيدة الصافية، وفي الحديث: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" والمعنى أن هذه الأمور لا تأثير لها في ذواتها ولا يجوز للمسلم أن يعتقد بها أو أن يلقي لها بالا، فالواجب على المسلم ألا يستسلم لهذه الترهات وألا تحول من اتجاهه أو توقف عزيمته وألا تصده عن حاجته ومصالحه فالطيرة من الشرك المنافي لكمال التوحيد الواجب. وقال فضيلته: ومن وقع في قلبه شيء من الطيرة فالواجب عليه الحذر من ذلك والإعراض عن هذا الهاجس ودفعه والتوكل على الله جل وعلا والاعتماد عليه، ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله".