بعد استيلائها على العاصمة صنعاء وقرى عديدة غرب ووسط اليمن، وجهت جماعة الحوثي المتمردة أمس هجومها نحو الجنوب، خاصة بعد تمدد نفوذها إلى مدينة القاعدة القريبة من محافظة تعز.وقال مسؤولون محليون: "إن الحوثيين باتوا قريبين من عدن، وأن قافلة مؤلفة من 16 آلية نقلت حوالى 200 عنصر مسلح بالرشاشات خلال مساء أول من أمس إلى ضاحية مدينة تعز كبرى مدن المحافظة التي تحمل نفس الاسم، حيث انتشروا في منطقة غير بعيدة من المطار والإذاعة المحلية". يأتي ذلك في ظل الاتفاق الذي أبرم بين الحوثيين والأجهزة الأمنية والقوى السياسية، بأن تبذل السلطة المحلية في تعز أقصى الجهود للقبض على عناصر من القاعدة يتهمهم الحوثيون بقتل أفراد من جماعتهم، مقابل أن تكون المحافظة في منأى عن أي صراعات. وأشار مصدر قريب من جماعة الحوثي المتمردة أن "هذا الاتفاق لم يعد قائما لأن السلطات المحلية لم تف بالتزاماتها باعتقال 14 متطرفا في محافظة تعز"، لافتا إلى أن "أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح ساعدوا الحوثيين على الوصول إلى الجند في اليمن" ضاحية تعز حيث توجد ثكنة للحرس الجمهوري الذي ما زال عدد كبير من ضباطه يؤيدون الابن البكر للرئيس السابق الذي كان قائدا لفريق النخبة هذا. وكانت مصادر محلية، قد أكدت أن المسلحين الحوثيين نشروا عدداً من النقاط على نقيل السياني وحتى مدينة القاعدة، وهو الخط الرئيسي الرابط بين محافظتي إب وتعز، والموصل إلى العاصمة صنعاء. وأشارت المصادر إلى أنه من غير المستبعد، أن تقوم جماعة الحوثي بدخول تعز، خصوصاً بعد وصول المشرف العام للجماعة في مدينة إب، أبو محمد الطاووس، وتعيين لجان ثورية في المحافظة برئاسة خالد السياغي، وهو ما يعني أن الجماعة أحكمت قبضتها ورتبت وضعها الأمني في مدينة إب، الأمر الذي يدعوها لمواصلة تمددها نحو محافظة تعز. وحسب المصادر، فإن تعز أصبحت على بعد مرمى من المسلحين الحوثيين، بعد محاصرتها من ثلاثة مداخل (مدخل الحديدة، مدخل مذيخرة القريبة من مديرية شرعب، مدخل القاعدة-إب)، ما يعني أن المدينة أصبحت بين فكي الحوثي، ولم يتبق لها إلا المدخل الخلفي نحو محافظة لحج الجنوبية.ووفقا للمراقبين، فإن دخول الحوثيين تعز، يعد نهاية مشوار إكمال سيطرتهم على جميع المحافظات التي كانت تشكل دولة شمال اليمن قبل الوحدة بين الشطرين عام 1990، باستثناء محافظة مأرب الغنية بالنفط والغز، وأجزاء من محافظة شبوة الحدودية. وقال المراقبون إنه بسيطرة الحوثيين على تعز، تكون الجماعة قد أحكمت قبضتها على مضيق باب المندب الذي يتبع إدارياً مديرية ذباب، بالإضافة إلى سيطرتهم على ميناء المخا التاريخي.