* خطر استخدام الأكسجين في المنزل * خطأ جسيم يقع فيه كثير من الأطباء المعالجين عند كتابة الوصفة الطبية التي تتضمن إعطاء المريض الأكسجين بالمنزل كإحدى وسائل العلاج، فمن المتعارف عليه طبيا أن يتم وصف الأكسجين المنزلي للمرضى الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن (chronic obstructive pulmonary، COPD disease) ضمن مجموعة الأدوية التي يتناولها، عادة، هؤلاء المرضى. لكن لا تزال هناك فئة من مرضى الانسداد الرئوي المزمن يصرون على الاستمرار في التدخين على الرغم من أنه سبب رئيسي في إصابتهم بالمرض، وعادة ما يدخنون سجائرهم خفية في داخل غرفهم بعيدا عن أنظار أفراد الأسرة حتى لا يتعرضوا للوم والانتقاد. إن لهذا السلوك السلبي من هؤلاء المرضى مردودا سيئا، بل وخطيرا، على صحتهم وعلى صحة من يسكن معهم في المنزل، فلا شك أنهم يعرضون أنفسهم لانتكاسات سريعة ومتكررة من المرض، وقد تعجل في وضع نهاية سريعة لحياتهم، إضافة إلى أنهم يعرضون أنفسهم وأفراد أسرتهم لخطر أكبر من حوادث الحريق المميتة جراء تدخين السجائر بجوار الأكسجين المتدفق من الأسطوانة إلى أنوفهم. هذا ما أثبتته دراسة قدمت في مؤتمر أمراض الصدر الذي عقد، ضمن الاجتماع السنوي للكلية الأميركية لأطباء الصدر، في أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام، 2014، في أوستن، تكساس - أميركا. فلقد قام باحثون في كلية الطب بجامعة إنديانا في إنديانابوليس بدراسة بأثر رجعي لمرضى الحروق في مركز ويشارد إسكينازي (Wishard Eskenazi) للحروق في إنديانابوليس خلال الأعوام 2008 - 2013 بهدف تحديد المعدل السنوي للحروق ودراسة خصائص الأسباب التي قد تشير إلى وجود خطر للحروق كان بالإمكان تجنبه. لقد وجد فريق البحث في هذه الدراسة أن هناك 55 مريضا من بين إجمالي مرضى مركز الحروق يعانون من داء السدة الرئوية المزمن كانوا يدخنون أثناء تناولهم الأكسجين في غرفهم بالمنزل وتعرضوا لإصابات مختلفة من الحروق المتعلقة بأكسجين المنزل. كان عددهم يمثل 4 في المائة من إجمالي عدد المنومين السنوي، بارتفاع قدره 2 في المائة من المعدل الوطني للحروق. تراوحت أعمار المرضى ما بين سن 40 - 84 عاما. كما وجد الباحثون أن 27 في المائة من مرضى الحروق المنومين كان سبب تعرضهم للحرق هو تعاطي المخدرات، وهذه الفئة من المرضى عادة ما يكونون مدخنين مهملين لقواعد الصحة والسلامة. استخلص فريق البحث من نتائج هذه الدراسة أن التدخين أثناء العلاج بالأكسجين في المنزل هو سلوك عالي المخاطر يعرض صاحبه ومن معه في المنزل لإصابات الحروق المميتة. وكانت التوصية بإعادة النظر في كتابة الوصفات المنزلية لإعطاء الأكسجين بالمنزل، وضرورة أن يكون هناك إشراف من شخص مسؤول متفرغ في حالة الضرورة القصوى لإعطاء الأكسجين بالمنزل. * وقف الحساسية داخل المنزل * من الأخطاء الشائعة عند مرضى الحساسية عدم مراعاتهم لمسببات الحساسية، خصوصا التي توجد في أماكن معيشتهم وداخل منازلهم. إن أي منزل في العالم يعتبر مأوى مثاليا ومخبأ مناسبا ولطيفا لمسببات الحساسية مثل عث الغبار، والبق، والعفن، والفئران. ومن الواجب إعادة تدوير جميع مخلفات الصحف والمجلات القديمة وعلب المأكولات والمشروبات، وأكياس البقالة أسبوعيا، وحفظها في صناديق مغلقة خارج المنزل. إن عث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة وغيرها تفضل العيش في المفروشات المنزلية مثل السجاد والبسط، فيجب تنظيفها ونشرها تحت أشعة الشمس أسبوعيا، والتأكد من وجود فلاتر ذات كفاءة عالية لحجز الجسيمات والجزيئات الصغيرة جدا. ويفضل ترك جميع أرضيات المنزل مكشوفة وعارية من أي فرش أو أغطية من أجل التخلص نهائيا من الحساسية. وكذلك غسل فراش الحمام بالماء الساخن أسبوعيا لإبعاد العث والعفن عنه. إزالة رطوبة الأرضية أو الجدار باستخدام محلول كلور التبييض (1 أونصة من المبيض إلى 1 لتر ماء) للتخلص من الفطريات. في فصل الخريف، ينتقل العفن إلى داخل المنازل عن طريق المخلفات الرطبة التي تعلق بالأحذية الرطبة، فيجب تنظيفها والمحافظة على كل ساحات المنزل خالية من أوراق الشجر التي تحمل العفن إلى داخل المنزل. إن ترك القمامة مثل الفتات وبقايا الطعام يغري الفئران والصراصير على العيش والتكاثر في المنزل، وفضلاتها تفاقم الحساسية، فلا بد من نظافة كل الأسطح والأرضيات داخل المنزل والتخلص من الفضلات وبقايا الطعام أولا بأول، واستخدام حمض البوريك ووضع الفخاخ للتخلص من الآفات. إن النوافذ المفتوحة تعمل على تجديد هواء المنزل، وفي نفس الوقت تجلب الحساسية من الهواء الطلق إذا كانت تحمل حبوب اللقاح المسببة للحساسية. وعليه يجب إبقاء النوافذ مغلقة خلال الفترات التي تتناثر فيها حبوب اللقاح بأعداد كبيرة، بين الساعة 10 صباحا و3 ظهرا. كما يجب تغيير فلاتر (مرشحات) المكيفات والسخانات شهريا، وترك الأحذية بالخارج تجنبا لنقل جزيئات غبار الطلع إلى الداخل. الطوابق السفلى تعتبر مأوى مثاليا للعفن، ويمكن التخلص منه ومكافحة تراكمه بواسطة جهاز مزيل الرطوبة بضبط درجة الرطوبة ما بين 35 و45 في المائة. تعتبر أوراق النباتات المنزلية ملجأ مناسبا لتكاثر العفن الذي ينتج عن العطس الآدمي، فيجب إزالة أي أوراق متعفنة فورا، وعدم السماح لتجمع الماء في وعاء حفظ النبات، وأخذ الاستشارة من اختصاصي رعاية النباتات إذا استمرت المشكلة، ويجب الحرص على اقتناء النباتات السليمة للمنزل دائما. لقد ثبت أن وبر الحيوانات الأليفة ولعابها يتسبب في المتاعب لـ30 في المائة من الذين يعانون من الحساسية، فيجب غسل وتنظيف جسم الحيوانات المنزلية الأليفة بالفرشاة أسبوعيا، وأن يتم ذلك خارج المنزل، حتى يساعد في خفض مستوى كمية الوبر في المنزل. وعدم السماح للكلاب والقطط بالدخول إلى غرفة النوم، والتأكد من وجود فلاتر على فتحات التهوية للحد من انتشار الوبر من غرفة إلى غرفة. ويمكن القضاء على الحساسية المتسببة من الحيوانات الأليفة في المنزل من خلال إزالة الغبار من المنزل بشكل كامل أسبوعيا، غسل البطانيات والسجاد بالماء الساخن أو بالتنظيف الجاف. إبعاد الحيوانات الأليفة عن ملامسة الأثاث، والتقاط فرائها من فوق المفروشات باستخدام الفاكيوم. التأكد من أن درجة حرارة الهواء أقل من 21 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت)، لأن العث، فضلا عن الفطريات والصراصير، تكره المناخ البارد. استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة