كابول - أ ف ب: قتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين افغان أمس الخميس في اعتداء انتحاري تبنته حركة طالبان واستهدف سيارة دبلوماسية بريطانية في كابول التي تشهد حاليا هجمات شبه يومية مع اقتراب انسحاب القسم الاكبر من قوات الحلف الاطلسي. وصرح متحدث باسم السفارة البريطانية بعيد الانفجار القوي الذي هز كابول صباح الخميس لوكالة فرانس برس، ان «سيارة تابعة للسفارة تعرضت الى هجوم، وسقط جرحى، ونحن على اتصال بالسلطات الافغانية». وارتفعت سحب دخان كثيف من مكان الاعتداء في شرق المدينة الذي تكثر فيه المباني الاجنبية. واوضح نائب وزير الداخلية الافغاني ايوب سلانجي ان انتحاريا يركب دراجة نارية فجر عبوته قرب السيارة الدبلوماسية. وفي اول الامر تحدثت شرطة كابول عن سقوط قتيلين وعشرة جرحى لكن مصادر طبية اشارت الى تفاقم الحصيلة. واعلن ناطق باسم وزارة الصحة ان «تقارير مستشفيات كابول تشير الى سقوط خمسة قتلى و34 جريحا في الهجوم» موضحا ان الوزارة لا تحصي في سجلاتها الضحايا الاجانب. وسرعان ما تبنت حركة طالبان التي تقاتل الحكومة الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي العملية الجديدة. وقد قتل جنديان اميركيان الاثنين في اعتداء استهدف سيارتهما في كابول غداة اعتداء انتحاري استهدف مباراة كرة الطائرة واسفر عن سقوط 57 قتيلا في ولاية بكتيكا (جنوب شرق) الذي اسفر عن سقوط اكبر عدد من القتلى في افغانستان منذ كانون الاول/ديسمبر 2011. وقد سحبت بريطانيا الاثنين آخر جندي من جنوب افغانستان، احدى اكثر المناطق اضطرابا، بعد 13 عاما من النزاع الذي اسفر عن مقتل 453 من جنودها. وينسحب القسم الاكبر من القوات المقاتلة للحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة اواخر كانون الاول/ديسمبر، على ان تبقى قوة اجنبية قوامها حوالى 12500 عنصر، منهم 9800 اميركي في البلاد في اطار عملية «الدعم الحازم» للمساعدة والتدريب. بينما ستقتصر المهمة البريطانية السنة المقبلة على التدريب في الاكاديمية العسكرية الافغانية لتخريج الضباط قرب كابول. لكن الجيش الاميركي سيترك في افغانستان في 2015 قوة اكبر عددا مما كان متوقعا وستتمكن قواته من مساعدة القوات الافغانية اذا واجهت هذه الاخيرة صعوبات كما اعلن مسؤولون من البنتاغون هذا الاسبوع. وقال الكونترميرال جون كيربي الناطق باسم البنتاغون انه «اذا قرر طالبان استهداف القوات الاميركية او حلفاءنا الافغان فاننا سنحتفظ لانفسنا بالحق في التحرك اذا رأينا ذلك ضروريا». وتعارض طالبان قطعا بقاء الجنود الاجانب على الاراضي الافغانية بعد 2014، وترفض فتح مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابول ما ينذر بتصعيد جديد لاعمال العنف بعد ان شهدت الاشهر الاخيرة هجمات دامية. والنتيجة ارتفاع في عدد الضحايا في صفوف القوات الافغانية. وقتل اكثر من 4600 جندي وشرطي في معارك من كانون الثاني/يناير الى تشرين الثاني/نوفمبر خلال السنة الجارية، اي اكثر من مجمل عدد قتلاهم خلال 2013 والذي بلغ 4350 وفق ارقام تم الحصول عليها من مسؤولين اميركيين.