أعلن القبض على المنفذين لعملية "الدالوة" ومن بين عناصر هذه الخلية الإجرامية 32 شخصا أطلق سراحهم بانتهاء محكومياتهم، و15 أطلق سراحهم وقيد المحاكمة، توقعت ـ وقد حدث ـ "قصف مركز المناصحة ووضعه في مرمى النيران" بالتغريدات، وقبلها وبعدها لوم مخرجاته، ومن يهاجمون تناسوا "المعلومات"، وقد تكون أحد أهم ما أسس المركز من أجله، لتحقيق انتصارات متتابعة تجاوزت العقد وبنيت على ضوء جانب منها "عملية إجهاز السعودية على تنظيم القاعدة"، إلى جانب تغذية البحوث والدراسات وتحليل الظواهر المرتبطة بالتطرف. ومن نتائج إعلان حربنا على التطرف قبول توبة 3000 مستفيد حتى الآن غير متورطين في الانتكاس. وزارة الداخلية جهة تنفيذية غير مسؤولة عن أحكام القضاء، وضمائر المنتكسين "وهم وكل من يتبنى إزهاق الأرواح وهم طارئون على الحضارة الإنسانية" مع ذلك قدمت وزارة الداخلية وعدا بالمراجعة. القاتم يتجاهل نصف الكاس الممتلئ، وتبرمجت أكثرية نخبنا على القتامة. أعداد السعوديين المتورطين منذ 2011 ـ بداية الصراع في سورية ـ ٢١٠٠ شخص، بمن فيهم القتلى، والعائدون إلى المملكة "٦٠٠". عالميا ورغم وسائل الاستقطاب ما زالت عناصر غربية وعربية تقود الإرهاب في منطقتنا، ومع ذلك ومنذ استعار هذا البركان ونخبنا تطرح بسلبية عن تجربتنا في مكافحة التطرف والإرهاب رغم نموذجيتها. ولبناء الحجة بالأرقام عدد الموقوفين في السعودية 3235 موقوفا من 39 جنسية، المتورطون السعوديون 2750 شخصا، و180 يمنيا، و74 سوريا و30 باكستانيا، و21 مصريا، 5 إيرانيين، و4 لبنانيين وأميركيان، وروسيان، وبريطاني واحد. الآلاف استعادوا حياتهم الطبيعية بعد اختطاف، هل مركز المناصحة مسؤول عن متورط في اعتداء الأحساء أنقذته الدولة من حكم الإعدام في العراق، ومكن "داعش" من استهداف بلدته؟! وهل السعودية مسؤولة عن تقديرات دولية بعدد المقاتلين من أنحاء العالم وقدرت بين 20 و31 ألف مقاتل لم يتجاوز عدد السعوديين بمواطن القتال 2500 بل إجمالي من تورطوا من السعوديين طوال عقد من دحر الإرهاب مهما بالغنا لم يتجاوز 5000 متورط؟ وحتى لو بالغنا وضخمناه ليصل إلى 100 ألف من أصل ملايين السعوديين المسالمين ستبقى المعدلات منخفضة. بقدر ما حصد الإرهاب من أرواح، وبقدر ما أصيب من رجال الأمن، وبقدر فقد العائلات أحبتها، إلا أن بيننا من يصر على سعودة الإرهاب وهنا جذر الخطاب السلبي. النقد البناء مطلوب، وفي غير مقال ذكرت ضرورات التقييم، وإخضاع تجربة المناصحة ومكافحة الإرهاب للتطوير ومواكبة المرحلة بعقوبات مغلظة، التعقيد في الخطاب الفكري والإعلامي نابع من التعاطي مع الإرهاب على أن عوامله محلية، وهذا بنسبة منخفضة جدا صحيح، والأصل أنه صناعة عالمية، ويتم تصديره إلى الداخل الوطني وليس العكس.