أكد خبراء اقتصاديون ومتابعون لأوضاع النفط دولياً أن السعودية تحوطت في تعاملها مع أسعار النفط، مشيرين إلى أن أرقام الميزانية في المملكة تم بناؤها في حدود سعر أقل من 80 دولاراً للبرميل مما ينفي حدوث أي تأثير لهبوط أسعار النفط على ميزانية المملكة التي سيعلن عنها في أقل من شهر من الآن أو قدرتها على الإنفاق. وقال رئيس دار الدراسات الاقتصادية بالرياض الدكتورعبد العزيز داغستاني بأن أسعار النفط شهدت انخفاضاً خلال الفترة الماضية من 100 دولار للبرميل إلى 80 دولاراً. لكن هذا الانخفاض تأثيره سيكون طفيفاً جداً ويعود السبب في ذلك إلى أن أرقام الميزانية في المملكة يتم بناؤها على حدود سعر أقل من 80 دولارًا للبرميل وذلك من باب التحوط في تقدير الإيرادات للسنة المقبلة، بحسب صحيفة المدينة السعودية. وبيَّن أن أسعار النفط لا ترتبط فقط بعوامل اقتصادية بل هناك عوامل سياسية وجيوسياسية، مشيراً إلى أن العالم في السنوات الأخيرة شهد الكثير من الاضطرابات وحدث فيه الكثير من التغيرات الدراماتيكية التي من شأنها أن تؤثر على أسعار النفط، بالإضافة إلى التطور الحاصل في المشهد النفطي بظهور واستخراج النفط الصخري، وأعتقد بأن الميزانية في مأمن في الأجل القصير من قضية انخفاض أسعار النفط. وأكد داغستاني أنه في حالة استقرار سعر برميل النفط عند 80 دولاراً فإن هذا لن يؤثر على ميزانية المملكة على المدى الطويل أيضاً وكذلك على مسار الإنفاق على الاقتصاد السعودي. وقال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين إن أي انخفاض في أسعار النفط يعني انخفاضا في إيرادات المملكة والتي تعتمد في ميزانيتها بشكل رئيس على إيرادات النفط، وبذلك يمكن القول إن انخفاض النفط سوف يؤثر تأثيرًا واضحًا في الإيرادات المستقبلية، ولكن عندما ننظر لميزانية العام 2014 فإن المملكة غطت هذه الميزانية منذ شهر أكتوبر الماضي. وأشار إلى أن التركيز الأكبر سوف يكون على ميزانية العام 2015 التي قد تتعامل بحذر مع أسعار النفط، ربما سيكون هناك تغيير في الإنفاق الحكومي العام بحيث يكون هناك ضبطًا للإنفاق ليتوافق مع المتغيرات العالمية المرتبطة بأسعار النفط. وبيَّن أن استقرار أسعار النفط على أسعاره الحالية فستكون إيرادات المملكة متوافقة مع إنفاقها العام وهذا اعتمادا على إنتاج 9 ملايين برميل نفط يومياً، ونلاحظ أن جميع ما يقال عن الهلع الناتج عن انخفاض أسعار النفط نجد أن المملكة أكثر توازناً في هذا الجانب. ومن جانبه قال رئيس المركز السعودي للدراسات والبحوث ناصر القرعاوي أن أوضاع سوق النفط حالياً تمر بموجة انخفاض لكنها لن تشهد مستويات مقلقة للدول الرئيسة المنتجة للنفط مثل المملكة، لأن التقييم لإيرادات النفط من خلال وزارة المالية يتم في حدود 70 دولارا للبرميل، لافتًا إلى أن المملكة دائمًا ما تتحوط في تقديراتها لإيراداتها من النفط.