في ظهور له لأول مرة خلال محاكمته بعد ثورة 25 يناير، ظهر الرئيس حسني مبارك خالعاً نظارته السوداء بصحبة ابتسامة المنتصر بعد ثورة 30 يناير الثورة التي أسقطت خلفه الرئيس محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين. في تسجيل صوتي حصري تحدث الرئيس المخلوع مبارك عن أسرار وخفايا لأول مرة يتحدث عنها، ولو كان على رأس السلطة لما علمنا بها. حيث يقول في حديث مطول إنه كان يعلم أن الأمريكيين هم من أرادوا خلعه، فقد سوقوا لمشروع التوريث لابنه (جمال مبارك) منذ عام 2005م. مبيناً أطماع الإسرائيليين حين التقى ـ نتنياهو الذي عرض عليه وطناً بديلاً لقطاع غزة مشيراً إلى سيناء على الخريطة، ولكن مبارك كان حازماً في رده بتهديده بقيام حرب أخرى، إذا كان هناك تحركاً لتنفيذ المشروع. مبارك استعجب من قدرة السيسي على احتواء الأمة بقوله: إن السيسي طلع (عُقْر)، وتعني شدة الذكاء والدهاء عند المصريين، فقد اعتقد أنه إخواني الهوى ولكن انتماءه للمدرسة العسكرية التي حكمت مصر منذ عام 1952م كان اكبر، ما يعني أن المدرسة العسكرية هي الأقرب إلى حكم مصر المحروسة. مبارك بعناده كحاكم له وعليه، فله نصيب من الانتصارات والإنجازات التاريخية وعليه ما أحدثه خلال السنوات العشر الأخيرة من حكمه خلال الثلاثة عقود التي حكم فيها مصر. خلاصة القول مبارك لن يذهب إلى مزبلة التاريخ لأنه أصبح الصندوق الأسود للمنطقة ولمصر خلال فترة حكمه المنصرمة لمصر، بل سيكون شاهد العصر للمنطقة خلال تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الذي يحاك في الخفاء من أعداء الأمة بعد ما يسمى «الربيع العربي». turki.mouh@gmail.com @turkialmouh