السؤال الذي لا بد من الإلحاح في طرحه، بهدف الحصول على إجابة، تفضي إلى تقديم حل ناجع: ما الشيء المغري الذي يدفع ثلة من أبنائنا للانضمام إلى أشرار "داعش"؟ هل المسألة لها علاقة بمزاعم "نصرة الإسلام"؟ إن تسويق فكرة النصرة للدين، من خلال القتل والتفجير والمشاركة في صراعات المجتمعات التي تعاني عدم الاستقرار، كان المسوغ الذي تم من خلاله اختطاف أجيال عدة في أفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وأخيرا في العراق وسورية واليمن... إلخ. قال اللواء منصور التركي في حديثه للإعلاميين البارحة الأولى، إن التنظيمات الإرهابية تستغل وسائل التواصل الاجتماعي في بث سمومها. وهذا أمر تواتر الحديث عنه، وهو مشهود. حتى الألعاب التي تتم عبر الإنترنت يتم التسلل إليها من قبل هؤلاء الأشرار لاصطياد الشباب والفتيات. الشيء المهم تأكيد الناطق الرسمي أن وزارة الداخلية تتحرى عن أصحاب المعرفات المشبوهة، وتتعاون مع الشركات المشغلة للتعرف والقبض عليهم. لقد أدت وزارة الداخلية واجبها على أكمل وجه، حينما ضبطت خلية "داعش" الأخيرة، التي نفذت جريمة الأحساء، تلك الجريمة التي وصفها المتحدث باسم وزارة الداخلية بـ "المؤامرة الدنيئة التي نفذت من قبل سعوديين مع الأسف". إننا كمجتمع متفقون على أن هذه الجريمة "مؤامرة دنيئة"، وينبغي ألا تتكرر. إن نجاح التطويق الأمني لـ "القاعدة" سابقا و"داعش" حاليا إنجاز كبير، لكن منع تكرار ذلك يحتاج إلى نظرة عملية بعيدا عن تنظيرات تسعى لتقديم علاج فكري يمنع اختطاف عقول الأجيال الجديدة. الأمر يتطلب الاقتراب من الشباب والفتيات واستيعاب تساؤلاتهم وحتى غضبهم. هذه العبارة السهلة نحتاج إلى جهود كبيرة كي نحولها إلى واقع عملي. من الجيد أن تناقش جامعاتنا ومنشآتنا الأخرى كيفية مواجهة الإرهاب، لكن الحقيقة أننا نحتاج إلى جهد خارج جدران المؤتمرات واللقاءات الرسمية. نحتاج إلى أفكار ملهمة تصل إلى الشباب وتمثل حائطا يتصدى لأشرار "داعش" ومن يسير على نهجهم من الحاقدين والكارهين لهذه الأرض وقادتها وأبنائها.