×
محافظة المنطقة الشرقية

لا بناء جديدًا دون عزل حراري وتعهــــــدات صارمة على الملاك والاستشاريين

صورة الخبر

في زمن قديم جدا، طلب السلطان مدرسا خصوصيا يعلم حماره القراءة والكتابة. المهمة مستحيلة كما ترى، غير أن جحا تقدم لهذه الوظيفة. ولكنه اشترط أن يعطيه السلطان الوقت الكافي لأداء هذه المهمة، مقدرا ذلك الوقت بعشرة أعوام، صاح السلطان مندهشا: عشرة أعوام يا جحا؟! - نعم يا مولاي.. هذا إذا عملت ثماني عشرة ساعة يوميا بما في ذلك الإجازات والعطلات الرسمية. وافق السلطان وخصص لجحا والحمار قصرا صغيرا بالقرب من قصره. أحد أصدقاء جحا، وكان مقربا جدا منه، قال له: يا عزيزي جحا.. ما تزعمه أمر مستحيل.. كيف أوقعت نفسك في هذا الفخ؟ فقال جحا: أنا ألعب على عنصر الزمن يا صديقي.. الزمن كفيل بحل هذه المشكلة بلا متاعب.. في العشرة أعوام القادمة.. من المتوقع أن يموت السلطان أو يموت الحمار أو أموت أنا.. وفي كل الأحوال لن تكون هناك مشكلة. لست أعرف لماذا تجاهل المؤرخون ما حدث للأطراف الثلاثة بعد ذلك، غير أنني أعرف ما قصده اللاوعي الجمعي من تأليف هذه الحكاية، إنها اللعب على عنصر الزمن كوسيلة لتحقيق هدف يبدو مستحيلا، وهذا هو بالضبط ما راهن وسيراهن عليه وفد التفاوض الإيراني في تفاوضه مع الغرب بشأن النشاط النووي الإيراني. من المستحيل أن تقبل دول الغرب في عملية التفاوض بأقل من إرغام إيران بشكل مؤكد على التخلي عن حلمها النووي. كما أنه من المستحيل أن يوافق وفد إيراني على حرمان إيران من حلمها الذري. لذلك كان اللعب على عنصر الزمن من ناحية الحكومة الإيرانية، وهو أن تواصل التفاوض إلى يوم القيامة. بينما يلعب الغرب على احتمال أن يكتشف المسؤول الإيراني أن إيران ليست في حاجة حقيقية للقنبلة الذرية، وأنها أحلام تابعة لثقافة منتصف أربعينات القرن الماضي، إنها ثقافة إخافة الآخرين وتهديدهم بهذا السلاح الفتاك. في ذلك الوقت كان حلم كل الدول أن تمتلك سلاحا ذريا. الواقع أن إيران لو تمكنت من عمل سلاح نووي في غفلة من الزمن ومن ألف عين تراقبها من السماء والأرض، ستكتشف على الفور أنها عاجزة عن استخدامه أو حتى التهديد باستخدامه. أنا واثق أن كل مسؤول إيراني يعرف ذلك جيدا، ولكن لا أحد منهم يقبل ما يعتبره هزيمة أمام الشيطان الأكبر الأميركي والشياطين الأوروبية الصغيرة ومتوسطة الحجم. «أسوأ الأفعال في الدنيا هي تلك التي لا لزوم لها» ـ لورنس العرب في «أعمدة الحكمة السبعة». هذه هي الحقيقة للأسف. من الممكن أن يضيع مسؤول حاضر شعبه ومستقبله بل وثروته أيضا من أجل تحقيق هدف لا لزوم له ولا ضرورة. بالتأكيد المسؤول الإيراني - من كل الأجنحة - سأل نفسه: ماذا سأفعل بهذا السلاح؟ من سأهدده به ومن سأطلقه عليه؟ وبالتأكيد وصل إلى الإجابة، وهي: والآخرون أصحاب الترسانات النووية.. ماذا سيفعلون بي؟ حكاية الوصول لسلاح نووي عمل لا لزوم له.. إنه إضاعة للوقت والمال ووسيلة أكيدة للعودة إلى الوراء. في يوليو (تموز) المقبل سيعجزون عن الوصول لحل.. لا بأس من مهلة أخرى ولتكن العشرة أعوام التي سبق أن طلبها جحا.