×
محافظة المنطقة الشرقية

مشاريع خيرية من طلاب آل ختارش لضحية الثعبان الأسود

صورة الخبر

حين فتحت بريدي الإلكتروني وجدت رسالة مختصرة من سيدة تطلب رقم هاتفي لتتواصل معي، فهي ترغب في استشارة عاجلة بشأن مشكلة زوجية تمر بها. رددت عليها بلطف وأوضحت لها أني قد توقفت عن الاستشارات نهائيا وبشكل قاطع. بعدها بفترة قصيرة وجدت رسالة من هذه السيدة نفسها تتوسلني أن أكتب معاناتها لعل أحدا يشير عليها برأي سديد يطمئن قلبها، وها أنا أفعل بعد أن "سألتني بالله"، وسأحاول قدر الإمكان اختصار الكثير من التفاصيل نظرا للمساحة المخصصة للمقال. هي سيدة في الـ 40 من عمرها لها خمسة أشقاء ذكور وهي الصغرى بينهم، أغدق عليها والداها من الحنان والحب الشيء الكثير، تزوجت في الـ 20 من عمرها بإنسان محب منحها قلبه وكذلك هي فعلت، حين أصبحت في الـ 30 من عمرها، توفي والدها إثر سكتة قلبية وهو نائم في فراشه فرحل بهدوء ولكن صخب الحزن في قلبها لم يرحل، حيث ابتدأ مشوار من نوع آخر، وهو مرض والدتها الحبيبة التي كانت وقتها قد قاربت 70 عاما مصابة بجلطة لم تتعاف منها كليا؛ بل تركت وراءها شللا نصفيا في يدها ورجلها اليمنى، وكذلك أثرت سلبا في ذاكرتها، فاضطرت أن تنقلها للعيش معهم. ولم يعارض زوجها الأمر، بل شجعها على بر والدتها، خاصة في ظل انشغال أشقائها الذكور بحياتهم وعدم اهتمامهم بوالدتهم. رويدا رويدا كان هجوم الأمراض المختلفة من سكر وضغط وأزمات ربو تتزايد طرديا مع ابتعادها عن زوجها، إلى أن أهملته تماما وبدأت تشعر بتأنيب الضمير نحوه، وفي قمة انشغالها بوالدتها اقترحت على زوجها أن يتزوج حتى لا تظلمه وفي الوقت نفسه تتفرغ لرعاية والدتها، وهذا ما حدث فعلا حيث تزوج وأنجب ابنا من زوجته، ولم تتغير معاملته لها إطلاقا ...أين المشكلة؟! بعد عشر سنوات من ملحمة البر والرعاية والعطاء العظيم رحلت والدتها إلى خالقها، فالتفتت هي فجأة إلى حياتها وابتدأت في تقييمها من جديد، وبدأت الغيرة تدب في قلبها وهي ترى زوجها الحبيب تشاركه إياها امرأة أخرى، رغم أن مشاعره لم تتغير إطلاقا نحوها، هي تقول أنا الآن طلبت منه أن يختارني أو يختارها .. فهل أنا مخطئة؟! ما رأيكم قرائي الأعزاء هذه رسالتها، فأشيروا عليها فقد وعدتها أن أنشرها! وخزة يقول ألبرت شفايتزر (الإنسانية هي ألا تتم التضحية بإنسان في سبيل غاية).