×
محافظة الحدود الشمالية

السجن والجلد لرئيس تحرير صحيفة إلكترونية بعد قذفه لإعلامي

صورة الخبر

معظم أمور الدنيا تبدأ من خطوط المعلوم.. التي تبدو وكأنها ليست في حاجة لاستقراء.. طياتها.. أو البحث في تفاصيلها.. ومعظمها أيضاً يبدأ تصالحياً.. معبأ بالأمل.. ومختزلاً روح القادم الأجمل..!!! لست في حاجة لأن تستعيد قرارك عندما يمتدالأفق أمامك صافياً مشرقاً.. فاتحاً كل الأبواب.. لتدخل من الباب الذي تريده.. والذي يعجبك.. لا خلفك ولا أمامك من يحدد الباب الذي عليك أن تدخل منه.. أنت فقط يختار ويقرر ويفعل..!! في حالات الانبهار يفوتنا عادة.. قراءة تلك القوانين التي هي في الأصل ملزمة.. ولكن نتجاهلها.. ونصفق الباب عليها.. على اعتبار أنّ لا حاجة لها.. ولا مبرر لقراءتها أو استيعابها..!! وأنت تقف على خط المعلوم.. تعتقد أن لا أحد يمتلك حق الكلام غيرك.. ولا أحد بإمكانه أن يشعر بالأمان غيرك.. ولا أحد.. أكثر معرفة بتفاصيل اليوم سواك..!! متخففاً من التفكير العميق.. ومن الخوف الذي تعودت عليه.. تطارد الفراشات الجميلة.. وتغتني بكل الفصول وتقلباتها وكأنها فصل واحد.. بعنوان حسن الحظ.. الذي تراه وتتلمسه.. وتحمل فرص الفوز به.. تبحر في قارب لا تسأل هل بإمكانه أن يكمل الرحلة ويعود سالماً..؟ وهل تعرف أين سيذهب بك؟ وهل بالإمكان استعادة لحظات الذهاب لتحولها إلى لحظات عودة تحملك مرة أخرى إلى خطوط المعلوم التي تركتها واتجهت منها إلى حيث لا تعرف..؟ يعنون البعض تقدمهم دون معرفة أنه شجاعة.. وآخرون يرونه غباء.. وآخرون يصنفونه تهوراً... ومن يزينون المفردات.. يكتبونه براءة.. وما بين كل هؤلاء.. يختلف تصنيف الشخص لنفسه عن تصنيف الآخر له.. ربما يرى أنه لم يقرأ جيداً.. الصورة... وخانه ذكاؤه ودفع به إلى الأمام ولكن إلى خطوط المجهول.. التي ما أن يصل إليها إلا وهو متحلل من قدرته على التفكير السليم.. والرؤية الشاملة..!! يقول أحدهم إن الرؤية في الظلام أشد عمقاً وأبعد مدى.. لكن هل هو في مناطق المجهول تنطبق عليه معايير الرؤية في الظلام..؟ أم أنه يخضع لقانون الرؤية تحت مجهر الضوء الذي يثقله باهتزاز الصورة وعدم القدرة على تحديد ملامحها..؟ على امتداد الطرقات المفتوحة نظل بعيداً عن تحديد الربح والخسارة.. بل الصحيح أننا نذوب في تفاصيل أن من يربح كل شيء بسهولة.. قد لا يخسر أي شيء بسهولة.. تدرك ذلك ببساطة ودون تعمق.. وكأنه تحليل لمدرسة قائمة بذاتها.. تعتمد على الصورة التي أمامها.. الوقتية وليس على ملاحظة الوقائع وقراءتها بتأن شديد.. ووعي مدروس..! هل وصولك لطريق كنت تجهله يتأتى من عدم قدرتك على تفكيك ملامح الطريق؟ أم لأنك رجّحت تجربة التحصن بالأمل.. بدلالاتها البالغة وأطلقتها دون جدل بحساباتك وليس بحسابات الطريق؟ ومابين المعلوم والمجهول.. تظل أنت العابر على نفس الطريق.. أنت لم تتغير.. ولكن التقاطع بين المعلوم والمجهول هو الذي تغير.. لم تلتفت إلى كل التفاصيل الزمنية ليس لأنها جزء من الأرض ولكن الوقت عادة يسلب منّا وهج التقدم.. وأحياناً يعيدك إلى خيارات التفاوض مع نفسك.. لتحتوي أحداثاً ميتة.. وصوراً غائبة...!! يقيم المجهول في ضفته القريبة دائماً ومع ذلك نعتقد أنها البعيدة التي قد لا نغادر إليها.. ولكن الحياة تعلمنا أن مسار المجهول أقرب دائماً وأن مناطقه المحظورة استحقاق الوصول إليها أسرع من أن تسقطه من حساباتك..!! الثابت الوحيد هو المجهول.. هو من يمتحن أحلامنا.. ويغدر بها.. وهو من يعصف بكل النتائج التي عادة ما نتوقعها.. وهوالملاذ غير الآمن عادة.. وهو كل التفاصيل التي لم تعرفها.. وهو الرؤية الحقيقية ولكن في الضوء.. الأعمق.. قد لا تعجبك.. وقد تؤلمك.. وقد لا تتقاطع مع أحكامك النمطية.. ولكنها تظل هي الخط الرئيسي بجذوره الضاربة التي من الصعب تجاهلها أو القفز بعيداً عنها.. ستواجه المجهول ذات يوم وبالتالي عليك أن تكون متيقظاً لأنك تحتاج إلى قوة وموضوعية ووعي وتفهم ومعرفة لذاتك واستعداد بذاكرة تليق بماتعلمته واستوعبته منذ عبرت الطريق...!!!