في ضوء تزايد معدل حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة خلال الأعوام الأخيرة، شرع فريق من الباحثين في دراسة احتمال وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتزايد حوادث العنف في المدن الأمريكية. وشملت الدراسة التي أجراها الفريق البحثي من كلية الصحة العامة في جامعة بوسطن الأمريكية 100 من أكثر المدن الأمريكية اكتظاظا بالسكان، وتوصلت إلى وجود علاقة واضحة بين ارتفاع حرارة الطقس وحوادث إطلاق النار، بحسب "الألمانية". ووجدت الدراسة، التي أوردتها الدورية العلمية "جاما نتورك أوبن"، أن 7 في المائة من حوادث إطلاق النار تقع خلال فترات تشهد درجات حرارة تفوق المعدلات الطبيعية، وأن مناطق الشمال الشرقي والغرب الأوسط الأمريكي هي التي تشهد أكبر زيادة في حوادث العنف المسلح في الأيام التي تشهد درجات حرارة فوق المعتادة. وحلل الباحثون أكثر من 116 ألف حادث إطلاق نار مع رصد درجات الحرارة التي واكبت فترة ارتكاب هذه الحوادث خلال الفترة من 2015 إلى 2020 في أكثر 100 مدينة أمريكية تشهد حوادث إطلاق نار دموية. ووجد الباحثون أن 7973 حادث إطلاق نار وقعت في فترات تشهد ارتفاع درجات الحرارة عن المعدلات المعتادة. ويقول الباحث جوناثان جاي أستاذ علوم صحة المجتمع في جامعة بوسطن، في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية، "إن هذه الدراسة تقدم دلائل قوية على أن درجات الحرارة اليومية لها تأثير ملموس في تذبذب وتيرة حوادث العنف المسلح". وأكدت الباحثة فيفيان ليون المتخصصة في مجال التنمية الاجتماعية في جامعة واشنطن الأمريكية، أنه "من الضروري أن تواصل المدن التي ترتفع فيها حوادث العنف المسلح تطبيق استراتيجيات منع استخدام الأسلحة النارية على نطاق أوسع، بما في ذلك برامج التدخل لمجابهة العنف في المستشفيات".