خالد شمت-برلين أقرَّ مسؤولون حكوميون وخبراء صحة وفائزون بجائزة نوبل في الطب شاركوا بالقمة الطبية العالمية السادسة في وزارة الخارجية الألمانية في برلين، باستهانة المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بتحذيرات أطلقتها منظمات إغاثة طبية عالمية قبل شهور من خطورة انتشار فيروس إيبولا وخروجه عن السيطرة. وأكد المتحدثون أمام القمة -التي انعقدت خلال الفترة من 19 إلى 22 من الشهر الجاري بمشاركة 1200 باحث وخبير في المجالات الطبية والاقتصادية والاجتماعية من 90 دولة- على أهمية زيادة وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة تفشي وباء إيبولا بغرب أفريقيا الذي أصابت عدواه نحو عشرة آلاف شخص توفي منهم أكثر من 4500. وأقر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بحدوث تقاعس في مواجهة تفشي إيبولا الذي يجتاح عددا من دول غرب أفريقيا ووصلت عدواه لأوروبا والولايات المتحدة. مشيرا بكلمته في افتتاح القمة الطبية إلى أن انتشار المرض بات يستدعي تدخلا بجميع آليات السياسة الخارجية والأمنية. واعتبر رئيس الدبلوماسية الألمانية أن إيبولا يمثل خطرا على السلام العالمي وضربة لاقتصادات الدول الأفريقية المتضررة منه، وقال إن هذه الدول المصابة بالمرض تفتقد الوسائل الصحية والتقنية والاجتماعية المطلوبة لمكافحة انتشار الوباء. شتاينماير دعا لإرسال بعثة مدنية أوروبية لدول غرب أفريقيا المتضررة من إيبولا(الجزيرة/أرشيف) تحذيرات وفي الجلسة الرئيسية التي شهدتها القمة الطبية بعنوان "إيبولا دعوة ليقظة الصحة العالمية"، انتقد مدير منظمة "أطباء بلا حدود" فلوريان فيستفال، التهوين من تحذيرات أطلقتها منظمته قبل شهور من خطورة تفشي إيبولا، وانتظار منظمة الصحة العالمية عشرة شهور قبل التحرك لمواجهة الوباء الفتاك. وقال فيتسفال إن الجهود المبذولة حاليا لا تلبي سوى جزء بسيط من المطلوب لإيقاف انتشار إيبولا في ليبيريا وسيراليون وغينيا، ولفت إلى أن ليبيريا التي تعد الأكثر تضررا من الوباء لا يوجد فيها إلا خمسة مراكز طبية تخدم خمسة ملايين من السكان. وذهبت تقديرات المشاركين في القمة الطبية العالمية لتوقع انتشار فيروس إيبولا بين 1.4 مليون إنسان إذا لم تتم زيادة الجهود الدولية لمواجهة الوباء. ونوهت وزيرة الصحة الفرنسية أنيك غيراردين إلى أن الخوف في دول غرب أفريقيا من انتشار فيروس إيبولا تسبب بعزل الضحايا الناجين من المرض والمساعدين الصحيين، وإفقادهم منازلهم ووظائفهم. تطوير أنظمة وطالب رونالد غويهدا من المنظمة الألمانية للتعاون مع أفريقيا -في تصريح للجزيرة نت- الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في تطوير أنظمة للمختبرات والتحاليل الطبية في دول غرب أفريقيا المتضررة من الوباء، وأوضح أن شركات الطيران ترفض نقل عينات من أشخاص مشتبه بإصابتهم بإيبولا لتحليلها في السنغال. المشاركون في المؤتمرشددوا على الحاجة لزيادة التعاون الدولي لمكافحة انتشار إيبولا (الجزيرة) وأكدت سفيرة ليبيريا في ألمانيا إيتهيل دافيس على ضرورة تقديم مساعدات دولية لبلادها لمواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لإيبولا الذي قتل أكثر مما قتلت الحرب الأهلية، وفقا لدافيس. من جانبه، قلل البروفسور رينهارد بورغا مدير معهد روبرت كوخ الذي يعد من أكبر المراكز العالمية في مجال بحوث الأمراض والأوبئة، من احتمال انشار فيروس إيبولا في ألمانيا وأوروبا، واعتبر أن أجواء الهلع الأوروبية المتزايدة من هذا المرض غير مبررة. قرى متجاورة وقال بورغا -في تصريحات للجزيرة نت- إنه لم يثبت انتشار فيروس إيبولا من خلال التنفس أو الهواء، وأوضح أن الوسيلة الوحيدة لانتشار هذا المرض هي من خلال لمس الإفرازات السائلة من جسم الشخص المصاب بالفيروس كالعرق أو اللعاب أو البول. وأشار بورغا إلى أن الانفجار الحالي بإيبولا بغرب أفريقيا ناتج عن وجود الفيروس في قرى متجاورة، بمنطقة تمثل مركزا لحركة واسعة ومسكونة بأعداد كبيرة من البشر. وشهدت القمة الطبية العالمية إعلان ألمانيا تخصيص 108 ملايين يورو لمكافحة إيبولا، وإرسالها مساعدات طبية من الجو وخبراء طبيين لدول غرب أفريقيا المتضررة. كما كشفت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل عن تكليفها لشركة لوفتهانزا بتطوير عدد من طائراتها لتستخدم في نقل الحالات المرضية المصابة بإيبولا للعلاج بالمستشفيات الألمانية.