على شباك ملهمتي يسيل الشوق قاتلتي وحدي أنا الظمآن والصحراء قافلتي وحدي على الأوراق أذوي مثل قارئتي وفي خديك يا أملي سكبت حنين أفئدتي وأفرغت على الشفتين غيثا ملء أسئلتي وأطلقت الهوى السهران في حرفي وقافيتي وأيقظت ربيع العمر في كل الفيافي السمر كما يترنم الشعر في سهلي وأوديتي ورحت وكل رياح البرد تعوي فوق أغطيتي وهل غربة الترحال إلا وهم مثل جميع أوهامي التي اختبأت بأمتعتي؟ ومن سفر إلى سفر رميت يا منى القلب قلباً كان أمنيتي رميت البحر والميناء وكل خيوط أشرعتي حملت الشعر والشطآن في قلبي وأوردتي ومن دارٍ إلى دارٍ حملت الغربة الحمقاء غيما فوق أزهاري فيا لطيوف ملهمتي تراودني كما الجنات والنار تسد الشمس في عيني وتجثو فوق أفكاري تغرد في كتاباتي تشدو فوق أوتاري وكما يتعثر العصفور في حقلي وأشجاري تعثر كل هذا الحب كالسكران في لحني وقيثاري فمتى سأعود يا قمري لتلك الأرض والدار؟ لأحمل حبها طوقا تزهو فيه أقماري ! وأرسم شوقها ثوبا يرفل فوق أشعاري فيا حلي وترحالي ويا وجدا على الأحباب ولى دون تذكار سأمحو كل ماضيكم وأمحو كل آتيكم وألقي كل ما فيكم على أقدام أسفاري فيا أطياف فاتنتي يا أطياف كل العمر إذ تختال في ذاتي وفي كل احتراقاتي أيا شمسي التي ذابت غياباً في نهاياتي أنا الظمآن عاذلتي أغني رغم أسواري ورغم الموت والثار ورغم جميع أيامي التي انتظرت على شباك ذاكرتي في بردي وهاجرتي ... على شباك ملهمتي يسيل الشوق قاتلتي وحدي أنا الظمآن والصحراء قافلتي !