×
محافظة الغاط

طلاب النادي الموسمي يزورون المرضى بالمستشفى والهلال الأحمر وخيرية الغاط

صورة الخبر

شهدت الأعمال الدرامية لهذا العام مشاهد خادشة في أكثر من مسلسل، وتناول انتشارها بشدة داخل السجون بين السجينات، ويبدو أن الهدف منها هو الإثارة وجذب الجدل وإلقاء الضوء إلى تلك الأعمال. ففي مسلسل «السبع وصايا» تم تسليط الضوء على هذا النموذج دور «نظيرة» التي تجسد دورها الفنانة صفوة، وهي من رواد السجن. كما شهد مسلسل «سجن النساء» هذا النوع من المشاهد، ولكن بشكل أوضح، من خلال مشهد في أحد العنابر سجن النساء بالقناطر، عند دخول إحدى السجينات إلى الحمام لتفاجأ بـ «جعفر» تدخل وراءها الحمام وتقول لها «إنتي وحشتيني أوي»، وتقوم السجينة بالصراخ وتنادي على أحد يغيثها، وعلى الفور تقوم سلوى خطاب بإنقاذ السجينة من يدها وتضربها. وعلى نفس الصعيد، يأتي مسلسل «كلام على ورق» بنفس الفكرة الشائعة بين الأعمال الدرامية لهذا العام. وتعد هذه ظاهرة جديدة من نوعها على الدراما المصرية حيث ظهورها بشدة في أكثر من عمل أثار غضب واستياء العديد من المثقفين و غيرهم، و هذا ما جعل المجلس الأعلى للثقافة يصدر قراره بشأن ضرورة وضع ميثاق شرف مهني للأعمال الدرامية، حتى لا تقدم صورة مشوهة لأخلاقيات المجتمع وللمحافظة على قيم المواطنة ولإبراز الجوانب الإيجابية فيه. مما أثار حالة من الغضب في الوسط الفني بعد هذا البيان، حيت قالت الفنانة إلهام شاهين: إن الدراما تقدم الواقع المر والمزعج الذي نكرهه جميعا ولكنها انعكاس للمجاري التي طفحت بعد الثورة، ولا نستطيع أن نلوم الدراما أنها تشوه صورة المرأة بالتحديد، لأنها تتحدث عن علاقات إنسانية، وكما قدمت المرأة الفقيرة التي تبيع نفسها من أجل المال قدمت الرجل الإرهابي، وتضيف أنه من الضروري أن يكون هناك أعمالا درامية تقدم صورة إيجابية عن المجتمع، ولكن أن يطلبوا منا أن تكون كل الأعمال تقدم إيجابيات وتتجاهل السلبيات فلن نستطيع تحقيق ذلك. من جانبه، استنكر المنتج جمال العدل، موقف وزارة الثقافة وأكد أنه ليس من حق أي مؤسسة أو حتى أي وزير أن يحدد لنا ما يجب فعله أو تقديمه في الأعمال الدرامية، لأن كل فرد حر في تقديم أي شيء طالما لا يتخطى الحدود والضوابط المجتمعية المتفق عليها، ويستطيع المشاهد أن يختار ويقيم، ويقرر متابعة العمل من عدمه لأننا لا نخاطب قصر، وأضاف: «إذا أرادوا أن يحكموا على الأعمال الدرامية من منطلق أخلاقي يبقى نبطل إنتاج بقى ونفتح مدرسة أحسن». وأشار العدل إلى أن مسلسل سجن النساء قدم الواقع أجمل مما هو عليه بالفعل، لأننا رأينا نماذج في السجن أسوأ مما قدمنا في المسلسل، لافتا إلى أنه وجد في سجن القناطر امرأة مصابة بالكلى ووفر لها السجن جهاز غسل كلى لها بمفردها، وكانت تغسل به مرتين في الأسبوع ولأن إمكانياتها المادية لا تمكنها من غسل الكلى خارج السجن كانت تختلق مشكلات لتدخل للسجن بعد الخروج منه مباشرة. ومن جانبه، صرح الناقد الفني علي أبو شادي لـ «عكاظ» أن بيان المجلس الأعلى للثقافة ما هو إلا نوع من المزايدات الأخلاقية، كما أنه يمثل تعنتا شديدا من قبل الحكومة وخطوة لتقييد حرية الإبداع والقضاء على الفن، وأشار إلى أن مهمة الدراما تتوقف عند رصد الظواهر المجتمعية وإلقاء الضوء عليها حتى نبحث عن أسبابها ونحاول التخلص منها، وإذا كان العمل الفني به تحريض على عنف أو مبالغة من أي نوع لا ضرورة درامية لهما تقوم الرقابة بحذفها والمتابعة التي يجريها جهاز الرقابة على المصنفات الفنية للأعمال الدرامية هو كل ما تحتاج إليه الدراما. واستكمل أن ما يدعيه البعض من أن الدراما هي السبب في زيادة حالات التحرش وزيادة الجريمة في المجتمع كلام عار من الصحة لأننا لو قفلنا التلفزيون نسبة التحرش لن تقل في الشارع. أما الناقد الفني طارق الشناوي فصرح لـ «عكاظ» أن قرار إصدار هذا البيان من أسوأ القرارات التي اتخذها المجلس، لأن وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، يضع به السم في العسل، فضلا على أنه يعلم جيدا أن الوزارة الحالية هي وزارة انتقالية مرتبطة بمجلس الشعب المقبل، وهو يريد أن يقدم نفسه للدولة على أنه الموظف المطيع الذى ينفذ التعليمات لكي يحافظ على كرسيه، ويعبر هذا البيان عن اتجاه صريح بالدولة لاستغلال شهر رمضان الكريم لإصدار قرارات تعسفية ضد حرية الإبداع ولم نسمع من قبل أن الفن يقوم على الالتزام بتوجيهات الدولة. و أضاف الشناوي أن المجلس الأعلى للثقافة فقد دوره المناصر للإبداع والفن وأصبح أداة في يد الدولة التي تريد أن تبطش بالفن بأيادي المثقفين والمبدعين، مشيرا إلى أنه على كل مثقف أن يدرك ذلك وأن ينأى بنفسه عن هذا المخطط.