لم تكُن منطقتا الهدا والشفا السياحيتان في محافظة الطائف، هذه المرة المتسيدتين في ضخ المُنتجات الطبيعية، أو العطرية، إلى حلبة التسويق، ورفع المستويات الاقتصادية للأسر المُشاركة في التصنيع والتسويق، بل امتدت السيادة التجارية لتشمل "الأرياف" في الضواحي الجنوبية من المحافظة، كـ "بلاد ثمالة"، حيث استهدفت عدداً من الأسر، التي ضخ تصنيع وتسويق عدد من المنتجات العطرية في حساباتها مبالغ تصل في المتوسط لـ 45 ألف ريال، إثر تسويق 80 مُنتجاً نباتياً خلال عام. وجاء النشاط التسويقي لتلك المُنتجات العطرية النباتية، في ظل الاعتماد على مصادر متعددة، منها الزراعي، والريفي، إضافة إلى ما يتم زراعته في المنازل والأسطح، وأحياناً من بقايا قشور ثمار البرتقال، والليمون، حيث قال لـ "الاقتصادية" عبد الله النمري، المُتخصص في النباتات العطرية، إن 80 مُنتجاً عطرياً ضختها أرياف الطائف، ومنطقتا الهدا والشفا، من خلال نباتات تحوي زيوتاً عطرية، كـ "العرعر، والضرم، والبيلسان، والعطرة، والريحان، والمرامية، والنعناع، وحشيشة الليمون، والسرو، والأراك، والليمون، والبرتقال، والخزامى، والقرنفل، وبذور العنب، والمشمش، والبرشومي، والرمان، والجرجير، إضافة إلى نباتات عطرية أخرى .. مشيراً إلى أن 365 أسرة ريفية استفادت من مشروع تصنيع وتسويق هذه المُنتجات، حيث بلغ متوسط دخل كل أسرة 45 ألف ريال، لافتاً إلى وجود عوائق تقف في وجه استمرارية مثل هذا المشروع، تتمثل في ضعف الثقافة بفوائد النباتات العطرية، وندرة الخامات أحياناً، إضافة إلى جانب الوعي الأسري، والإمكانات المادية. وأضاف النمري: "هناك نباتات تُزرع في البر بما يسمى الاستزراع الريفي، حيث يتم نشر البذور قبل موسم الأمطار، في مناطق كبلاد ثمالة، ونجحت هذه التجربة، وهذا يعد المصدر الأول للنباتات العطرية، في حين أن المصدر الثاني يكمن في بعض الفواكه والنعناع، ويستخدم فيها قشور البرتقال والليمون"، وتابع "النباتات العطرية المستوردة، هي البهارات التي تستخدم في الطعام، في حين أن الماء يستخدم في النباتات المزروعة فقط، ولا يوجد استهلاك مائي كبير". وبين النمري أن المشروع يعتمد على دائرتين في الإنتاج والتسويق، الدائرة الأولى تشمل محافظة الطائف وقراها ومحافظاتها، والدائرة الثانية المملكة بشكل عام، لافتاً إلى مشاركة أسر مُنتجة من مدن "جازان، والباحة، وأبها، والجوف، والقصيم، والإحساء"، موضحاً أن استخدام النباتات العطرية تكون غذائية، ودوائية، وعطرية، وكل ما يتعلق بالعناية بالجسم والجمال، وعن تدريب السيدات قال النمري "الآن بدأ تدريب السيدات بنظام التقطير بالتقنية الحديثة، وهي عبارة عن أجهزة سهلة الاستخدام وإنتاجيتها عالية، إلا أن تكلفتها باهظة".. مشيرا إلى أن معرض "يوم مع الطبيعة"، الذي أقيم في فندق رمادا الهدا أوصل الفكرة إلى الجمهور، من خلال عرض تلك المنتجات العطرية النباتية من خلال إضافتها في أطباق الفندق، والمشروبات التي تقدم فيه، وكذلك الغرف الفندقية، حيث مثل عرض الفندق حقل تجربة، وعرض، وتسويق.