شهدت قاعة المزادات في دار سوذبيز بمدينة نيويورك، الأربعاء، لحظة تاريخية عندما بيع العمل الفني "الكوميدي"، الذي يعرف بكونه أغلى موزة في العالم، مقابل 6.24 مليون دولار. وقد أعلن بائع المزاد، أوليفر باركر، هذا الرقم القياسي وسط أجواء من الإثارة، حيث استمرت المزايدات الحماسية لمدة عشر دقائق فقط. و"الكوميدي"، هو عمل فني مفاهيمي يعود للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان، الذي اشتهر بابتكاراته المثيرة للجدل. والموزة التي تم لصقها بشريط لاصق على الحائط، حققت شهرة واسعة منذ عرضها لأول مرة في عام 2019 ضمن معرض "آرت بازل ميامي بيتش"، حيث أطلق عليها النقاد لقب "العمل الفني الأكثر تداولاً في القرن"، ووصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" بأنها "نجمة الفن المفاهيمي"، على الرغم من كونها قابلة للتلف خلال أيام قليلة. وكشفت دار "سوذبيز" أن المشتري هو جاستن صن، الملياردير الصيني ومؤسس منصة العملات الرقمية "TRON"، الذي أثبت حضوره كأحد أبرز مقتني الأعمال الفنية منذ عام 2021. وأشارت الدار إلى أن المزايدة تمت عبر الإنترنت والهاتف بالإضافة إلى الحضور الشخصي، ما زاد من حدة المنافسة التي أوصلت السعر إلى هذا الرقم القياسي. النسخة الأولى من "الكوميدي"، التي تأتي ضمن ثلاث طبعات، بيعت عام 2019 بمبلغ 120 ألف دولار من قبل معرض "بيروتين"، أما النسخة الثالثة، فقد اشتراها سابقًا متبرع مجهول لصالح متحف "غوغنهايم" مقابل 150 ألف دولار. ويبدو أن القفزة الهائلة في السعر تعكس الاهتمام المتزايد بهذا العمل الذي تحول إلى رمز للسخرية من الفن المعاصر وعبثيته. والصفقة أثارت موجة من النقاشات في عالم الفن، حيث يرى البعض أن العمل يمثل نقطة تحول في مفهوم الفن المفاهيمي، بينما يعتبره آخرون مجرد انعكاس للمضاربات المالية في سوق الفن. ومع ذلك، فإن الموزة نجحت في استقطاب الأنظار مجددًا، لتكون شاهدةً على قدرة الفن في تجاوز حدوده التقليدية. وبهذا البيع التاريخي، أصبحت "الكوميدي" رمزًا ليس فقط للفن المعاصر، بل أيضًا لعصر تتشابك فيه الإبداعية مع القيم المادية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل سوق الفن ومفهوم القيمة في عالم يزداد فيه الاهتمام بالاستثمار في الأصول الثقافية.