تغفو محافظة رجال ألمع على سفوح الأمل متجاوزة تحدي العقبات، وصعوبات التضاريس لتسجل نفسها وجهة سياحية متجددة بتراثها وطبيعتها الخلابة وموروثها الأصيل.وتكتسي جبال محافظة رجال ألمع مع حلول شهر أغسطس من كل عام حلّة خضراء بفضل استمرار هطول الأمطار الغزيرة وتساقط البرد الكثيف على قمم جبالها، مما أدى إلى جريان أوديتها وتكوّن الشلالات الطبيعية التي تنهمر من ارتفاعات شاهقة لأكثر من 60 يوماً، فلا يكاد أن يفرّق المشاهد بين جبالها وسهولها وأوديتها التي تحولت إلى بساط أخضر وعيون جارية، مما جذب لها آلاف من الزوار والمتنزهين الذين يحرصون على طبيعتها الخلابة ومكوناتها ووجهاتها المتعددة.وتعد محافظة رجال ألمع من أهم الوجهات السياحية الرئيسية في منطقة عسير التي لا يمكن تجاهلها عند زيارة المنطقة، فهي تحتضن قرية "رجال" التي تتميز بتاريخها العريق وقلاعها الحجرية الآسرة بعمارتها، التي ما زالت تحتفظ بجماليتها الظاهر في أبراجها المطعّمة بالمرو الأبيض؛ ومتاحفها التاريخية التي تحكي لنا قصة من الزمن الماضي، وتضم أيضاً "كوخ العسل" الذي أصبح معلماً بارزاً في المحافظة، ومقصداً للزوار والمتنزهين الذين يرغبون معرفة تفاصيل العسل الدقيقة وأنواعه ومسمياته، والأدوات المستخدمة في صنعه وتجهيزه ، فهو وجهة محببة لها أهميتها ومكانتها لدى الزائر إلى عسير ، وإلى جانب ذلك تحتضن "رجال ألمع" أحد أهم أسواق العسل جنوبي المملكة، بحكم طبيعتها، وأشجارها النباتية الكثيفة التي تتغذى عليها جموع النحل، فهي تبرز كمصدر مهم وأول للعسل حتى أصبح يحتل القائمة الأولى في اهتمامات الزوار. وتبدأ رحلة الزائر إلى محافظة رجال ألمع انطلاقاً من مدينة أبها عبر طريقين رئيسيين، أحدهما يربط مدينة أبها بالمحافظة من الجهة الغربية وذلك عن طريق السودة ثم "عقبة الصماء" التي تبعد قرابة 40 كيلومتراً، مروراً بوادي "العوص" الذي تتوزع في جنباته أشجار السدر ومزارع "الذرة " و"الدخن" وبعض المنتجات الزراعية الأخرى والنباتات العطرية التي تشتهر بها المحافظات التهامية ، ثم "الشعبين" وهو المركز الإداري الذي تتجمع فيه الإدارات الحكومية والحركة التجارية الدؤوبة، والطريق الآخر يأتي من الجهة الجنوبية فهو يشق الجبال بعدد من الأنفاق التي يتجاوز طول أحدها 1000 متر مما جعله من أطول الأنفاق في المملكة ، ويربط ذلك الطريق محافظة رجال ألمع بمحافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان ثم عقبة ضلع التي تؤدي إلى مدينة أبها من الجهة الجنوبية.وتتوافد على بلدات وقرى رجال ألمع العائلات والشباب من معظم مناطق المملكة لقضاء أجمل أوقاتهم وسط غابات غناء وانهمار المطر المستمر وتكون الشلالات الطبيعية من قمم الجبال، لتعكس لوحة ربانية بديعة، كما كوّنت السحب المتناثرة على قمم الجبال خلال هذا الموسم مشاهد جاذبة، أصبحت أكثر تداولاً وانتشاراً على منصات التواصل مما حدا بأهالي المنطقة وزوارها من داخل المملكة وخارجها إلى السفر لتلك الوجهة لرصدها وتوثيقها ونشرها عبر منصاتهم المختلفة والاستمتاع بالأجواء الساحرة ودرجات الحرارة المنخفضة.