×
محافظة جازان

بدون مجاملة: عدوان في الهواء!

صورة الخبر

هناك اعتقاد سائد بأن العدوان هو الاعتداء البدني فقط، وهذا اعتقاد مغلوط يحتاج التصويب والتنوير، فللعدوان أشكال عدة تتنوع بطريقة عجيبة، فقد يكون لفظياً في السبّ والتهميش والكلام الجارح، وقد يكون صمتا فهو عدوان في حالات ومواقف! كما أن التجاهل والإهمال أحد أشكاله أيضا!فهل يكون العدوان على شكل دخان؟! نعم يطون. التدخين عدوان على النفس وعلى الآخرين، وأضراره ظاهرة وخفية، عاجلة وآجلة، والدراسات تؤكد ذلك، لكن حين تتعمق في الدراسات حول التدخين ستصيبك صدمة واشمئزاز وهلع مما ستجد من تفاصيل! أقر أنني لن أتمكن من جمع «أهوال» التدخين حتى بصورة مختصرة! فالمستويات التي يؤثر عليها تشمل كل شيء! إضافة إلى المصطلحات العلمية والدراسات النفسية والسلوكية، ففي البدء يعدّ التدخين عادة سلبية، ويصنّف كأحد أنواع الإدمان ويعبر عن «وهم» حول الرجولة، ويفسر أجزاءً من الشخصية! وما نعرفه منذ زمن هو تأثير التدخين على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، لكننا لم نعرف معنى ذلك بعمق، فالمواد السامة في السجائر وفي مقدمتها النيكوين يستقر جزء منها في جسد المدخن وينطلق الجزء الآخر في الجو ليضر بكل ما حوله! وأوجدت الدراسات ارتباطا وثيقا بين التدخين والاكتئاب، وأجمعت على أن المدخنين لديهم قلق وتوتر عالٍ. وكشفت الدراسات أن التدخين يسرع في شيخوخة البشرة والدماغ، فيبدو المدخنون أكبر سنا، كما أنه يدمر المادة الرمادية في الدماغ تلك المسؤولة عن الذاكرة ومهارات التفكير والتعلم، لذلك وجد أن التدخين يقلل من جاذبية الفرد ويعدّ عاملا مهما في اختيار شريك الحياة، نظرا لتأثيره البالغ على الصحة من كل النواحي، وعلى الحالة المزاجية، وسجل المدخنون نتائج أعلى من حيث ميلهم إلى التشاؤم والسلبية وسرعة اهتياجهم. التدخين يسبب (أنواعا) من السرطانات! تخيل شخصا يمسك عصا كبيرة يضرب بها نفسه ويهاجم أهله والآخرين! إنه التجسيد الحقيقي لما تفعله لفافة صغيرة بين إصبعين، والتدخين أحد أشكال التفريغ لكنه أسلوب غير صحي، انسحابي، مدمر، هروب من الضغوط بدلا من مواجهتها، مما يستدعي النظر في عزيمة الفرد وقدرته على حل المشكلات واتزانه الانفعالي وتحليه بالمرونة، وشجاعته في إعادة توجيه حياته. ورغم إيماني بأن لكل شيء جانبين في الحياة فإن التدخين ليس إلا شرا مطلقا! هو انتحار بطيء بمعنى الكلمة، والمذهل وسط كل هذه الحقائق المخيفة هو قدرة الجسم على ترميم نفسه! والتخلص من المواد الفتاكة والتجدد، ليببدأ المقلع (المتحرر) من التدخين بملاحظة الفرق في كل شيء منذ اليوم الأول! أخي المدخن: لا تفرط بصحتك، ولا تتهاون ولا تكابر! ولا تكن أسيرا للسيجارة! فإذا سألتك متى تقلع عن التدخين؟ قل: اليوم.