** في عقب كل صلاة تراويح يتحدث إمام وخطيب مسجد الأمير سلطان في حي الشاطئ /2 إلى المصلين الذين يمتلئ المسجد بهم في جو روحاني رمضاني تبثه تلاوة كالطلاوة تنساب إلى الروح بصوت شجي من الشيخ الدكتور سهل ياسين .. يتحدث الشيخ سهل عن آية من الآيات التي تليت في صلاة التراويح.. وعن موضوع من الموضوعات التي تتعرض لسلوكيات المجتمع في داخل المسجد أو خارجه. في ليلة من ليالي الأسبوع الماضي كان حديث الشيخ سهل ياسين الذي لا يتجاوز الدقائق الخمس عن «الدورانات» التي بدأت أمانة جدة في تطبيقها لتحرير الشوارع الرئيسية والمحاور الهامة من الإشارات المرورية لتسهيل حركة السير.. وكان مما قاله أن إيجابية هذه الخطة تتطلب وعيا من السائقين منعا لأي حادث ينتج من فوضى السير وعشوائية الحركة التي يمارسها بعض السائقين. الموضوع في حد ذاته هو حديث المجتمع رغم أننا لم نصل بعد الى أدنى مرتبة في قائمة أكثر المدن ازدحاما مروريا في العالم والتي تحتل فيها «موسكو» المرتبة الأولى و«اسطنبول» المرتبة الثانية، لكننا كمجتمع نتحدث وكأننا المدينة الأكثر ازدحاما، ونخرج في كل نقاشاتنا عن الزحام المروري بنتيجة أن الوعي مهم للاستفادة من هذه التجربة التي ساهمت في خلخلة العديد من الاختناقات المرورية التي تسببها الإشارات خصوصا في الشوارع الرئيسية. مشكلتنا ليست في كثرة أعداد السيارات، وإنما في سلوك بعض السائقين، وفي الحوادث الطفيفة التي تعطل السير لفترة طويلة حيث لا يفكر سائق الليموزين أو السائق الخاص في تعطل الحركة المرورية بقدر تفكيره في من سيصلح الصدمة.. وأعتقد أن التفكير في علاج تلك الحوادث الطفيفة بل والطفيفة جدا ضرورة لابد من دراستها ووضع الحلول لها من قبل إدارة المرور في بلادنا. أما سلوك السائقين فهو موضوع ليس معقدا إذا كانت هناك عقوبات مثل تلك التي نتلقاها عند زيادة السرعة أو قطع الإشارة، حيث اصبحت «كاميرا ساهر» مصدر تذكير وردع مستمر للجميع.. وأتمنى طالما أنه قد ثبت مفعول «ساهر» بشكل ملموس أن توضع كاميرات عند كل «دوران» ترصد مخالفات من يقتحمونها من خارج الخط الواحد المحدد للدوران فاقتحام الدوران من أكثر من سيارة في وقت واحد ، يحدث اختناقا مروريا غير مبرر، لأن التزام الخط الواحد سيمكن كل السيارات من الدوران في وقت قياسي.. أتمنى «ساهر» حتى نوقف هذه الممارسات غير الحضارية.