×
محافظة العديد

أزمة تشل حركة التنقل

صورة الخبر

شجرة أسقطتها رياح عاصفة على عرض شارع «فرونت» في «كريسنت سيتي»، إحدى مدن مقاطعة ديل نورتي بولاية كاليفورنيا الأميركية. ولم تكن الأشجار المتساقطة وحدها التي قطعت الطرقَ وأوقفت حركةَ السير في شمال كاليفورنيا، ولكن أيضاً الثلوج المتساقطة ومياه الأمطار الغزيرة التي تسببت في تجريف العديد من الطرق الرئيسية في الولاية. وحدث كل ذلك بسبب عاصفة «النهر الجوي» التي ضربت شمال كاليفورنيا، الخميس الماضي، وجلبت أمطاراً غزيرة وثلوجاً كثيفة، مما ينذر بحدوث فيضانات وسيول وانهيارات صخرية، في أحدث موجة من الطقس العاصف التي تضرب الساحل الغربي للولايات المتحدة. و«النهر الجوي» هو ممر ضيق أو خيط من الرطوبة المُركزة في الغلاف الجوي، عادةً ما يَحدث على الحدود بين مناطق تدفق الهواء السطحي المتباعد، بما في ذلك الجبهات الهوائية المرتبطة بالأعاصير المدارية التي تتشكل فوق المحيطات. وقد تحدثت السلطات المحلية عن حدوث فيضانات في المناطق المتأثرة بعاصفة «النهر الجوي» الحالية، وخاصة المناطق الواقعة شمال سان فرانسيسكو، مما تسبب في أضرار واسعة. كما أسفرت الرياح القوية التي سبقت العاصفة عن مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف في ولاية واشنطن المجاورة. وفي شمال كاليفورنيا نفسها، غمرت الأمطار الطرق بالمياه، في حين تراكمت الثلوج في المناطق الجبلية، مما تسبب في إغلاق الطرق وصعوبة التنقل. وتوقعت مصالح الأرصاد الجوية هطولَ أمطار تصل إلى 16 بوصة في شمال كاليفورنيا وجنوب غرب أوريغون. كما شهدت مدينة سانتا روزا تهاطلَ أمطار غزيرة، بينما وقعت عدة انهيارات أرضية تسبب أحدها في وقوع حادث سير على الطريق السريع 281. وقد وصفت مصالح الأرصاد الجوية في كاليفورنيا العاصفةَ بأنها «إعصار قنبلة»، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الأعاصير التي تشتد سرعتها فجأة لتزداد قوتها التدميرية. وأصدرت هذه المصالح تحذيراً من عاصفة شتوية تضرب سلسلة جبال سييرا نيفادا الشمالية، مع توقع تساقط مزيد من الثلوج، مع هبوب رياح عاتية تصل سرعتها إلى 75 ميلا في الساعة. وسواء تعلق الأمر بـ«إعصار القنبلة» أم بـ«النهر الجوي»، فكلاهما مظهر لأزمة التغير المناخي ذاتها، وما تسبب فيه من عواصف وأعاصير أصبحت تهب على الأراضي الأميركية بقوة أشد وبوتيرة أسرع من السابق، مما يخرب البنية التحتية ويشل حركة التنقل ويقطع إمدادات الماء والكهرباء عن ملايين البيوت في الولايات المتحدة! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)