قرية الشعراء التراثيّة هي قرية تعتبر من أهم بلدات عالية نجد، وهي معروفة بهذا الاسم قديمًا وحديثًا ، وتقع في محافظة الدوادمي التابعة لمنطقة الرياض، وهي من ديار قبيلة بني زيد ويسكنها معهم بعض العوائل من قبائل تميم وبني خالد وعتيبة . ويعود تاريخ القرية التراثية إلى حوالي 400 إلى 500 عام من الآن ، حيث تميزت بأسلوب عمراني متفرِّد في غاية الجمال والإتقان ، والذي يتصف بالاستجابة للظروف المناخية الحارة والجافة صيفًا والباردة شتاءً، ويظهر ذلك في تماسك وتقارب الأبنية، والتي تظهر ككتلة واحدة متلاصقة، مع قلة وجود الفراغات وضيق الممرات وتعرجها، وهذا يؤدي إلى تقليل الأسطح المعرضة للشمس. والأبنية فيها منفتحة على الداخل، مع ندرة وجود فتحات خارجية، وتبدو المنازل متماثلة في الشكل وفي الارتفاع الذي لا يتجاوز الدورين، وكذلك البساطة في التصميم. هذا وتضم الوحدات والعناصر المعمارية التي يتميز فيها البيت النجدي من مجلس الرجال والغرف وما تحتويه من زخارف جصية ولمسات فنيه زخرفية، وغرف العائلة والنوم والمطبخ أو الموقد والحوش والمصباح والمخازن والخدمات . فيما يتميز النسيج العمراني للقرية بأنه يعكس خصائص العمارة التقليدية، حيث يشكل المسجد الجامع ، والسوق التجاري ، وساحة التجمع المركز الرئيس الذي تنطلق منه الطرق الرئيسية والتي تتفرع منها ممرات وأزقة ضيقة إلى بقية أجزاء القرية. وقد استخدم الطين كمادة أساسية في البناء وهو من المواد الباردة صيفًا ، ويكون البناء بالطين عادةً إما على شكل عروق أو مداميك من اللبن، وقد توحدت البيوت في الطريقة التقليدية المتبعة في التسقيف، وهي رصف جذوع الأثل على شكل عوارض تحمل جريد النخل مع طبقة طينية سميكة تمنع نفوذ الماء ، ومن أشهر الجبال الواقعة ضمن المنطقة نفسها جبل ثهلان في بلدة الشعراء بمحافظة الدوادمي والذي قال عنه أبو البقاء الرندي : دهى الجزيرة أمر لاعزاء له هوى له أحد وانهد ثهلان وقال الملك الضليل امرؤ القيس الكندي: كتَيسِ الظِّباءِ الأعفَرِ انضَرَجَتْ له عقابٌ تدلت من شماريخ ثهلان حيث يمتاز جبل ثهلان برسوم صخرية متميزة وفريدة تعود لفترات مختلفة ما بين 1500 إلى 2000 عام من الآن حيث تحتوي على رسوم الأسـود بالإضافة إلى رسوم لمجموعة بشر على هيئة راقصة ، وكذلك الوعول والفنون الصخرية التي تدل على طبيعة المنطقة كواحات المياه وغيرها . و توجد عدة نقوش ورسومات صخرية ترجع للقرن الخامس الميلادي تحكي أسرار ذلك العصر المندثر بين الصخر. وتظهر النقوش والرسومات الصخرية قدرة الإنسان في تلك العصور على التكيف مع الظروف المحيطة وتسخير الطبيعة لخدمته.