أكد مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد أمس على مستوى المندوبين بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف التصعيد الإسرائيلي ضد القدس والمقدسيين، والموافقة على دعوة دولة الإمارات العربية إلى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمناقشة ممارسات الاحتلال الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، واتخاذ كل الوسائل القانونية لحماية الشعب الفلسطيني، ودعوة المجموعة العربية في الأمم المتحدة لعقد اجتماع لمجلس حقوق الإنسان «للتحقيق فيما تقوم به إسرائيل؛ الدولة المارقة المحصنة في مجلس الأمن»، ومطالبة الدول الأعضاء بتقديم الدعم المالي والسياسي للمقدسيين. يُذكر أن السعودية أودعت أول من أمس 60 مليون دولار لدعم صمود الشعب الفلسطيني. وكان مجلس الجامعة عقد اجتماع صباح أمس برئاسة دولة الإمارات، واستهله الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بالتأكيد على متابعة ودعم كل قادة الدول العربية لما يجري في القدس. وأشار إلى أنه التقى أمس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس القمة العربية، ورفع إليه تقريرًا عن تطورات الوضع في القدس والأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن الرئيس السيسي وجه ببذل جميع الجهود لتوفير الحماية المطلوبة للشعب الفلسطيني. وأكد العربي على ضرورة توفير آلية دولية للحماية الفلسطينيين، باعتبارها ضرورة قصوى في ظل انتهاكات إسرائيل للشعب الفلسطيني، وقال: «مع التصعيد الإسرائيلي هناك حاجة لإصدار قرار أممي لحماية الفلسطينيين»، مذكرا بالطلب الرسمي الذي تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منذ عامين، ولم يتخذ بشأنه أي إجراء حتى اليوم. وأضاف أن الانتهاكات الصارخة التي تمارسها إسرائيل تندرج في بند إرهاب دولة ضد شعب يدافع عن حرمة المسجد الأقصى. وقال إن ما تقوم به إسرائيل من إجراءات وحشية ليس فقط موجهًا إلى الشعب الفلسطيني، ولكنه موجه أيضًا إلى النظام الدولي المعاصر برمته، ويؤدي إلى انتهاكات جسيمة. وأكد العربي أن إسرائيل تواصل تنفيذ مخططاتها الرامية لتغيير الوضع القائم بالحرم القدسي تقسيما وتهويدا، وذلك من خلال هجمة شرسة غير مسبوقة أسفرت عن عشرات «الشهداء»، في تحدٍّ سافر للقوانين والأعراف الدولية وإرادة المجتمع الدولي. من جهتها، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على تجاوب مجلس الجامعة معها في دعوتها لعقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب، لبحث الانتهاكات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مندوب الدولة الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها لدى مصر محمد بن نخيره الظاهري، خلال ترؤسه أعمال الدورة غير العادية المستأنفة لمجلس الجامعة لمناقشة الإجراءات حيال ما تشهده التطورات الفلسطينية. وأضاف بن نخيره أن هذا الاجتماع جاء بناء على طلب دولة فلسطين وأيدته كل من الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر والسعودية. وحذر بن نخيره من خطورة ما ترتكبه إسرائيل يوميًا من أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين، وانتهاكها يوميا لحرمات الأقصى وجميع المقدسات المسيحية والإسلامية دون وازع أو رادع. وقال إن دولة الإمارات تدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ضد تلك الانتهاكات وضد تلك الثقافة العنصرية والوحشية التي يقوم بها هؤلاء المستعمرون ويمارسونها ضد الشعب الفلسطيني بجميع طوائفه من مسلمين ومسيحيين، وضد أبنائه من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ العُزَّل. وقال إن «استمرار الصمت الدولي تجاه تلك الانتهاكات الإجرامية المتسلسلة تجعل الجميع يشعرون بأن إسرائيل محصنة وفوق القانون الدولي الإنساني، وهو ما يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي». وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وأن استمرارها دون حل عادل يشكل العنصر الأساسي والجاذب لقوى الإرهاب والتطرف بالمنطقة. من جانبه، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية السفير جمال الشوبكي إن «كل المطالب الفلسطينية تم تلبيتها، منها الدعوة لوقف العدوان، ورفض دخول قوات الاحتلال إلى المدن والقرى الفلسطينية، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإصدار قرار لمنظومة دولية لحماية الشعب الفلسطيني».