محمد إبراهيم «القيادة» إحدى أهم ركائز التميز في المدارس، سواء كانت حكومية أو خاصة، فإن قُيّض للمدرسة مدير قائد، فقد توافر لها أهم أسباب النجاح والتميز، وهذا ما نراه في مدارسنا المتميزة، أمّا المدارس متدنية المستوى، فإنها لم تنحدر إلى مستوى الفشل إلا لافتقارها للقيادة الفاعلة.«تميّز أو تدنٍّ» كلمتان تلخصان حال المدارس عند وجود مدير على رأس إدارتها، فإذا كان قائداً فاعلاً، فلها التميز، وإذا كان من غير المؤهَّلين، فعليها الفشل والتدنّي، ولكن ماذا لو كانت المدرسة بلا مدير أساساً؟ وكيف يتم تسيير أعمالها؟وكيف سيكون حال مخرجاتها؟ ونتائج تقييمها؟ تأخذنا التساؤلات إلى وجود عدد من المدارس بلا مديرين، إذ يتم الاستناد على أحد الكوادر تحت مسمى «قائم بالمهام»، على الرغم من ضعف خبراته، وعدم إدراك البعض لماهية المهام المنوطة بمدير المدرسة، وقد لا يمت البعض للعمل التربوي بصلة، فهناك مدارس خاصة يديرها المدير المالي، وأخرى يديرها مسؤول الأنشطة، وثالثة «معلم»، ورابعة لا يوجد أحد يديرها.الإشكالية هنا ليست في نقص كوادر القيادات المدرسية فحسب، بل في مدى تأهيل هؤلاء القائمين بأعمال المديرين، لاسيما فيما يخص تقييم المعلمين والفنيين والإداريين، ومدى قدراتهم على التخطيط وبناء الاستراتيجيات، واستيعابهم لوسائل التعامل مع أولياء الأمور والطلبة، والمحافظة على وسائل الأمن والسلامة في مدارسهم.وزارة التربية والتعليم، تركز جهودها على توفير الكوادر القيادية للمدارس، إما بإسناد المهام لآخرين، أو تأهيل من ينطبق عليه شروط «قائد المدرسة»، واستحدثت مؤخراً «المدير الأول» ليكون مسؤولاً عن إدارة نحو خمس مدارس في نطاق واحد، ولكن يبقى السؤال، هل لمدير واحد القدرة على القيام بأعمال 5 مديرين في الوقت ذاته، حتى وإن أصبحت مهامه تنفيذية فقط؟. أمّا مدارس التعليم الخاص، فيشهد البعض منها حالة من عدم الاستقرار في العملية التعليمية، نظراً للتغيير المستمر للمدير، وفي البعض الآخر لا يوجد مدير نهائياً، وهذا يدعو المجالس والهيئات المعنية إلى تشديد الرقابة، حفاظاً على عملية التعليم والتعلم، وضماناً لرصانة القرارات ومواءمتها مع المتغيرات، وصولاً لجودة المخرجات.علامات الاستفهام حول هذا الموضوع كثيرة، وجميعها تأخذنا إلى ضرورة بناء وتأهيل جيل جديد من القيادات المدرسية، يكون قادراً على استيعاب متطلبات المرحلة وسبل بناء أجيال المستقبل، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، «القيادة فكر ودهاء، تحتاج للصبر والتعليم والممارسة، فالقادة يقودون التغيير.. ويصنعون المستقبل، همتهم في السماء، وطموحاتهم معانقة النجوم».Moh.ibrahim71@yahoo.com