بعد رحلة طويلة من العمل التنموي، وقيادة العديد من المشاريع التنموية المهمة في شقراء، رحل عن دنيانا المهندس محمد بن سعد البواردي، تاركاً بصمة لا تمحى، وسجلاً مميزاً من الأعمال الخيرية، وعدداً كبيراً من الفعاليات والأعمال الإنسانية. ولد -رحمه الله- في شقراء، وكان عضواً بارزاً في مجلس الشورى، ومجلس منطقة الرياض، وعضو مؤسس في جمعية التنمية والتطوير في محافظة شقراء؛ وكان محبوباً من الجميع، حيث كان يصغي للصغير قبل الكبير، وكان له دور بارز في تهيئة الاجتماعات السنوية لعائلة البواريد في جميع المناسبات والأعياد، والاستماع لمشكلاتهم والمبادرة إلى حلها، ما جعل منه شخصية محبوبة وسباقة لأفعال الخير. وكان من أوائل من شجع الترميم في شقراء بداية بمسجد الحسيني، ودار حشر البواردي وباب العقدة، وحويط الجماعة، ومجلس البواريد، ومدرسة السليمي، ومدرسة إدريسة، وغيرها من المعالم الأثرية والتاريخية. تكفل بإنشاء مسرح بسعة 3000 آلاف متفرج بمرافقه وفق أحدث المواصفات والمقاييس ليخدم المجتمع وتقام فيه جميع المناسبات والأعياد. وكان المسرح نموذجاً راقياً ومبهراً في تصميمه، ونال هذا التصميم إعجاب الأهالي كما أعجب به سمو أمين منطقة الرياض د. فيصل بن عبدالعزيز العياف بحضوره -رحمه الله-، وقد أنفق عليه -رحمه الله- بسخاء وأشرف هو وأبناؤه على أدق التفاصيل في تنفيذه؛ وكانت رحلته العلمية مميزة كحياته، فقد بدأت من دراسته الهندسة في ألمانيا، ولم يكتفِ بالبكالوريوس، وإنما واصل دراسة الماجستير، ونالها من أقوى الجامعات الأميركية في تخصصه. وكان من تميزه أنه أول مهندس سعودي يدير شركة كهرباء الناصرية، كما أنجز الكثير من المشروعات التنموية وكان له إسهام في تطويرها في مختلف مدن المملكة ودول الخليج، ومن بين الأعمال التي شارك فيها -رحمه الله- التصميم والإشراف على أكبر محطه تنقية مياه بدولة البحرين في وقت قياسي. ولأسرة البواريد هذه إسهامات في دعم العلم والتعليم، من خلال "جائزة البواريد للتميز"، التي تم إطلاقها لتشجيع أبناء الأسرة في كافة المجالات الدراسية، والعلمية، والعملية، والمجتمعية، من خلال تكريمهم والإشادة بهم، عبر حفل سنوي للجائزة، وعبر وسائل التواصل الحديثة. كما تضم الأسرة عدداً من الأطباء والمهندسين والأدباء الرواد المميزين. نسأل الله لأبي سعد بالرحمة والمغفرة، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وخالص تعازينا لأسرته الكريمة زوجته وأبنائه أنس وبدر وفهد وبناته وأسرة البواردي جميعاً. وعزاؤنا فيه أن الله سبحانه أراد له أن يبقى خالداً في ذاكرة الوطن بأعماله المجتمعية، وسيظل حياً في ذاكرة شقراء، وكل ديار الوطن.