هناك مدن أثيرة تدخل القلب والوجدان، ومن هذه المدن القنفذة، المحافظة التي حظيت باهتمام ولاة أمورنا. عند كل موسم ربيعي تستعد محافظة القنفذة لاستقبال الزوار والمصطافين القادمين من كل مكان بعد أن ارتصت على شواطئها الكافيهات الراقية والمولات والشاليهات والمسطحات الخضراء والمراكب الشراعية. جو المحافظة معتدل في الشتاء، والمطاعم الراقية التي تقدم الوجبات خاصة الأسماك الطازجة المفضلة للسياح وهي التي تتميز بها المحافظة التي تلامس شواطئ البحر الأحمر من الجهة الغربية امتداداً شمالاً.. بشواطئ دوقة والمظيلف التابعة لبلدية المظيلف.. مروراً بشاطئ مدينة القنفذة التابع لبلدية القنفذة.. مروراً بشاطئ الجميعات التابع لبلدية القوز، وكذلك شاطئ حلي التابعة لبلدية حلي، ناهيك عن الفعاليات والبرامج المتنوعة التي تتخللها الرقصات الشعبية والشيلات والتسويق والأكلات الشعبية والتراث والموروث. القنفذة تاريخ وحضارة وتسمى (البندر)، منذ قرون كانت ملتقى الحجيج والتجارة على مينائها البحري، ويصعب وصفها في ذلك الوقت في سطور قلائل ولكن الشواهد على ذلك مازال البعض منها باقٍ. وكانت السلة الغذائية لمكة المكرمة في ذلك الوقت لما تتميز به من المحصولات الزراعية المتنوعة. كان المحناط يستقبل الباعة والمشترين من الباحة وعسير على القوافل مقايضة، هم يسوقون منتجات أراضيهم الزراعية ويشترون مقابل ذلك البضائع على (حمر النعم الإبل)، ومن هنا توطدت علاقات قوية وصداقات وصلة رحم بين أهالي الساحل والسهل والجبل إلى يومنا هذا. الزائرون يجدون أشهر الأكلات الشعبية السمك والصيادية وحلاوة قرون أشهر ما يبحث عنه السائح في ذلك الوقت. على الرغم من أنه لم يكن هناك شقق وفنادق ولكن كل زائر يحرص على صديق في مدينة القنفذة، وهذا ما كان يحصل بالفعل. مستودعات ومخازن البضاعة كانت زماناً في السوق القديم في الجهة الغربية والحركة التجارية، المستودعات مبنية من الكاشور ولها أبواب خشب، المفتاح أيضاً من الخشب مسنن لفتح باب المستودع. مدينة القنفذة كانت تعج بالزوار منذ أكثر من قرن، فهي مركز تجاري ضخم على مستوى المنطقة يتبعها من محايل عسير مروراً بالمخواة إلى غميقة والليث شمالاً إلى القحمة مروراً بالبرك لوجود المراحل التعليمية المتوسطة والثانوية ومعهد المعلمين في ذلك الوقت. لم تكن الطرق معبدة في ذلك الوقت، كلها طُرق صحراوية ولكنها حافظت على مكانتها التجارية إلى يومنا هذا في ظل التقدم والتطوير من المباني المتطورة والفنادق والشقق والاستراحات والشاليهات والمطاعم والكافيهات الراقية وغيرها من مقومات الحياة التي تشجع على ارتيادها والاستمتاع بأجوائها الساحرة.