في مقال سابق كتبت مقال في صحيفة الرياض عنوانه ( المبالغة في الديات ) وتمنيت أن يكون هناك تثقيفا للشعب كامل بعدم المغالاة في الديات، وأن يبين لهم أن ذلك لا يجوز ويخالف العقل والشرع وأن المغالاة في الديات يعد مخالفة للمنطق والعقل وتوجيهات الشرع الحنيف والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية جاءت في مفهومها بمنع المشقة والتشديد حيث جاء في القرآن الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها»، وفي الحديث الشريف: «إن الله تعالى ليعطي على الرفق واللين ما لا يعطي على العنف»، «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا» والعفو عن القصاص من الجاني له منزلة عظيمة عند الله وأجر عظيم.وانه يجب ان لا يغيب عن البعض الفضل الكبير الذي أعده الله للعافين عن الناس في الدنيا بالعز والرفعة وفي الآخرة بالثواب والمغفرة، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «ثلاث أقسم الله عليهن، ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ومن تواضع لله رفعه» وقد اثلج صدورنا واسعدنا العم داخل سليم البلادي يوم الاثنين الموافق 6 صفر1445 هجري قد جسد أبهى أشكال الإنسانية، بعد أن قرر التنازل عن قاتل ابنه، في ساحة القصاص. في محافظة رابغ بُغية الأجر والثواب من الله تعالى قد آثر العفو عن جمع المال رغم تدخل”أهل الخير” طلباً في العفو والدية، ودُفع له مبلغ 20 مليون ريالاً إلا أنه كان متمسكا بحقه الشرعي والمطالبة بالقصاص من قاتل ابنه، لكنه وفي يوم تنفيذ حكم القصاص، وفي الساحة، قرر التنازل، في خطوةٍ تهدف لحفظ الدماء، وابتغاء ما عند الله.لقد سعدنا بهذا الخبر السعيد وتناقلته وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وبدون شك ان ماقام به هذا الرجل الشهم النبيل الصبور يجب الثناء عليه والاقتداء به من جميع المجتمع جعل الله ذلك في موازين حسناته واجزل له الآجر والثواب والله من وراء القصد. للتواصل مع الكاتب 0504361380