رياض الخبراء 21 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 12 ديسمبر 2025 م واس منذ عقود طويلة اهتم أهالي منطقة القصيم عامة، وأهالي محافظة رياض الخبراء خاصة بطلب العلم والتنقل له، التي عُرف تاريخها بالقصص العديدة حول ترحال شبابها لطلب العلم بغرب البلاد وفي العاصمة وغيرها من دول العالم، وبات التعلم وطلبه من أبجديات الحياة الاجتماعية في تلك المحافظة الهادئة الواقعة على ضفاف "وادي الرمة الشهير" غرب القصيم، وأصبح طلب العلم أولوية فوق أي اعتبار، بدءًا بالكتاتيب ووصولًا إلى عهد التعليم النظامي. وتُعد محافظة رياض الخبراء سباقة في التعلم من خلال افتتاح أول مدرسة نظامية التي كانت ضمن أوائل المدارس في منطقة القصيم في أربعينيات القرن الماضي، وانطلقت منذ ذلك الحين بالأفكار الإبداعية في خدمة التعليم ودعم مشاريع الأوقاف التعليمية المتعددة التي يتجاوز مجموعها (300) مليون ريال، وبرامج التلقين المبكر للأطفال الذي يبدأ من عمر (4) سنوات، ومدارس الموهوبين التي تخدم (240) طالبًا وطالبة ومراكز الابتكار، وبرامج التعليم المسائي المتنوع من التدريب المهني والعلمي لأفراد المجتمع من الأعمار كافة، والبرامج التعليمية المقدمة للجاليات المقيمة، إضافة لاحتضانها البرامج الوطنية النوعية كمبادرة الشريك الأدبي، التي كانت سباقة على مستوى المملكة باحتضان مقاهيها للبرامج الأدبية والأمسيات الثقافية والمكتبات المفتوحة داخل المقاهي العامة، الأمر الذي عزز موقف رياض الخبراء باستحقاق وصفها مدينة تعلم من قبل اليونسكو. وفي الرابع من ديسمبر من هذا العام، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" انضمام محافظة رياض الخبراء لشبكتها العالمية لمدن التعلم في اعتراف عالمي بدورها في التعليم المستمر مدى الحياة، وتقديم البرامج التعليمية للشرائح المجتمعية المتعددة من المواطنين والمقيمين، والبرامج التعليمية للنشء وحتى المراحل العمرية المتقدمة، وإتاحة البرامج التعليمية والتدريبية في مقار العمل، وما تقوم به المحافظة من النشاطات المجتمعية مثل الفعاليات والمهرجانات التي تُمكن مجتمعها من التلاقي والتعارف وإحياء التراث وخلق الفرص الوظيفية التي تقدر بالعشرات وفرص العمل للأسر المنتجة ورواد الأعمال. وصُنفت محافظة رياض الخبراء أيضًا في عام 2019 مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية، بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في توجيه الطاقات والجهود نحو التعلم وتعزيز جودة الحياة، من خلال سهولة الوصول للحدائق ومضامير المشي وممارسة الرياضة وخدمات المعاقين، إضافة لارتفاع المؤشرات البيئية الصحية الأمر الذي يعني التزامًا كبيرًا بالمعايير الرفيعة للإدارة الحضرية للمدينة. وتضطلع إمارة منطقة القصيم بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير المنطقة, بدور محوري ورائد في دفع عجلة التنمية المستدامة بمحافظة رياض الخبراء، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 الرامية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، إذ تقود إمارة منطقة القصيم عملية التخطيط الإستراتيجي والحضري لمحافظة رياض الخبراء ويتضح هذا جليًا من خلال إشرافها على إصدار تقارير المرصد الحضري، الذي يحدد ويحلل القضايا الحضرية في المحافظة عبر محاور التنمية المستدامة كالنمو الحضري، والنمو السكاني، والحراك الحضري، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحماية البيئة والحوكمة العمرانية. ويعكس هذا التوجه حرص الإمارة على وضع الخطط الشاملة التي تستشرف المستقبل وتضمن النمو المتواصل لمدن ومحافظات المنطقة جميعها، وتعزيز دور المجتمع المحلي والمؤسسات الأهلية في عملية التنمية، من خلال دعم الجمعيات غير الربحية واللجان الأهلية والمبادرات المجتمعية، إذ تعمل الإمارة على بناء المجتمع المتكامل الذي يشارك بفاعلية في تحديد أولوياته وتنفيذ برامجه، مما يعكس مبادئ الحوكمة الرشيدة والشفافية، ليؤكد هذا الأمر أن إمارة منطقة القصيم لا تكتفي بالإشراف الإداري، بل تقوم بالدور القيادي والتخطيطي والتنفيذي الشامل لدفع عجلة التنمية المستدامة في المنطقة.