×
محافظة المدينة المنورة

ينبع تستقبل أكبر وحدة تحلية مياه بالعالم

صورة الخبر

لا يتوقف صناع أفلام الخيال العلمي من مفاجأة مشاهديهم بقصص مثيرة مستوحاة من مصادر مختلفة، ويعد فيلم "حافة الغد" "Edge of Tomorrow" من أفلام الخيال العلمي الجيدة لهذا العام، فقد تم اقتباس الفيلم من رواية يابانية شهيرة بعد ترجمتها إلى الإنجليزية بعنوان "كل ما تحتاجه هو القتل" "All You Need Is Kill" التي كتبها هيروشي ساكورازاكا، وهو روائي ياباني اشتهر بكتابة روايات الخيال العلمي والفانتازيا الخفيفة، معتمداً على خلفيته في تكنولوجيا المعلومات. وقد اشترك في كتابة سيناريو الفيلم كاتب السيناريو الشهير كريستوفر ماك كويري الحائز على أوسكار أفضل نص أصلي عن فيلم "The Usual Suspects" (والأخوان البريطانيان جيز بتروورث وجون - هنري بتروورث الذين تم ترشيحهما لأوسكار أفضل نص مقتبس عن فيلم ("Fair Game" 2010)، في تعاون سابق مع مخرج فيلم "حافة الغد" دوغ ليمان، كما أخرج ليمان أيضاً ("The Bourne Identity" 2002) و("Mr. & Mrs. Smith" 2005). ويعتمد فيلم "حافة الغد" على فكرة تكرار الزمن بطريقة تم استخدامها عدة مرات في أفلام الخيال العلمي والفانتازيا، وربما أكثرها شهرة هو فيلم "Groundhog Day"، حيث نرى بطلاً يجد نفسه في حلقة مفرغة من الزمن بحيث تتكرر الأحداث التي يعيشها بشكل مستمر، وهي مستمدة من الفكرة الفلسفية ل "العود الأبدي" التي ظهرت في الفلسفات الهندية والمصرية القديمة ثم أعادها نيتشه للعالم الغربي بطرحها من جديد في كتاباته، وهي الفكرة التي تطرح أن تاريخ الإنسانية والكون عبارة عن دورات كل دورة تكرر ذاتها من جديد بنفس الطريقة. يبدأ الفيلم بأخبار تتناقلها المحطات التلفزيونية عن قرب غزو كائنات فضائية للأرض وخاصة في أوروبا، ويظهر أحد كبار العسكريين وهو الرائد وليام كيج (توم كروز) بعد لقاء تلفزيوني له وهو في طريقه إلى بريطانيا للقاء قائد قوات الحلفاء الجنرال بريغهام (قام بدوره الإيرلندي برندان غليسون)، هناك حرب على وشك أن تحدث في لندن وبريغهام يريد كيج أن يرأس القوات التي ستذهب لمجابهة الغزاة، ولكن كيج لا يجيد الديبلوماسية ولا يرغب في القتال بل ولم يشهد معركة في حياته، ولذلك فيرفض بطريقة غير لائقة. ينتهي بكيج الحال بعد رفضه أن يتم اعتقاله وإحالته إلى قائد إحدى الكتائب ويدعى فاريل بارتولوم (بيل باكستون)، الذي يقوم بترحيله مع كتيبة يقودها إلى أولى الطلعات، وبتجهيزات كبيرة لا يعرف كيج كيف يتعامل معها، وهو الذي لم يقاتل يوماً في حياته وليس لديه أي استعداد للدخول في حرب، يبدأ المقاتلون المعركة وبسرعة شديدة يتم القضاء عليهم وعلى كيج، ليجد نفسه بعد دقائق، وبسبب الطريقة التي توفي فيها، يعيد أحداث يومه من جديد. مع الوقت وبسبب تعرفه على المقاتلة ريتا فرتاسكي "إيملي بلنت" تتغير نظرة كيج للغزاة وقدراته الدفاعية أمام أعيننا ولكن دون أن يعي أي شخص آخر ما يفعله كيج أو ما يمر به. قد لا تبدو الحبكة منطقية جداً ولكن مشاهدة هذا الفيلم أشبه بركوب لعبة خطرة في ملاهي، حيث يعي الراكب تماماً أنها لعبة، ولكن تتملكه مشاعر رعب أحياناً من دون وعي منه، وهكذا هو الفيلم الذي يسحب المشاهد بسرعة إيقاعه وبأداء ممثليه المقنع جداً إلى منطقه الخاص، فيسلم المشاهد ويتفاعل معه من دون كثير من التفكير بما يشاهده، والذكاء الحقيقي في الحبكة هو بالتكثيف والاختزال، وبفكرة أن البطل ليس خارقاً أو غير عادي خاصة في البداية بل خائف ومضحك، ورغم التكرار فليس هناك من شعور بالملل على الإطلاق. الجميل في الفيلم أيضاً هو أنه يذكر بألعاب الفيديو، حيث البطل الذي يلعب اللاعب من خلاله يقاتل ويموت، ثم تبدأ اللعبة من جديد ليعود وقد اكتسب بعض النقاط الذي تعطيه قوة أفضل في اللعب واجتياز المراحل للوصول إلى المرحلة التالية. وهذا بالضبط هو ما أوحى للروائي بكتابة الرواية وهو أيضاً ما يجعل في الفيلم حالة من التشويق المشوب بألفة لهذا النوع من البناء والتصاعد، وإن كانت هذه الألفة لا تبدو واضحة في البداية ولكنها تتكشف فيما بعد. وما يكشف هذا التشابه بشكل أكبر هو العبارة الموجودة على الملصق الدعائي للفيلم "عش، مت، أعد الكرة". وهي المراحل الثلاثة التي يمر بها أي لاعب لألعاب الفيديو. ولذلك يمكن القول إن الفيلم بإتقانه الفني في التصوير والأداء وتميز إيقاعه السريع ودمج بناء ألعاب الفيديو بفكرة تكرار الحلقة الزمنية المستخدم سابقاً خلق شكلاً جديداً وصنع فيلماً سينمائياً ممتعاً.