×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة الفنانة اللبنانية صباح فجراً عن عمر 87 عاماً

صورة الخبر

 مساء الجمعة.. (21 محرم, الموافق، 14 نوفمبر).. تعرضت أسرتي لحادث سيّارة.. بمدينة الدمام. كالعادة، الحادث نتاج خطأ بشري. هناك أخطاء تتسبب الإدارات الرسمية في وجودها. يتحملها المواطن. تُجيّر المسئوليات على عاتقه. لزيادة أحماله، وهمومه، ومعاناته، وأوجاعه. تشتد ولا تنفرج.  في الحوادث: خطأ سائق .. خطأ طريق .. خطأ مرور .. وهناك هموم ما بعد الحادث. السائق (عندنا) يتحمل الخطأ. تُعفى الجهة المسئولة عن الطريق من الخطأ. يُعفى المرور من الخطأ. تأتي مشاكل وزارة الصحة كنتيجة.. تزيد آلام المصابين في الحادث، جسديا ونفسيا. تتوسع وتشتد دائرة الآلام لذوي المصابين وأقاربهم.  لن أتحدث عن المرور. نعرف من تعداد الحوادث: دورهم، وضعهم، وإمكانياتهم. نعرف من فوضى السائقين، وسرعتهم الجنونية، وتجاوزاتهم. هل هناك خلل في جهاز المرور؟! من المؤشرات، استبعد إصلاحه حتى في المنظور القريب. المؤشرات تؤكد استمرار وزيادة نزيف الحوادث. قالتها العرب: لو كانت شمس كانت أمس.  انتقل إلى الطرق داخل المدينة، قديمها والجديد. البعض عايش على (مزاجه). البعض على (عماه). طريق مزدوج أمام حي (الفاخرية)، مكان وقوع الحادث. الطريق المحاذي لطريق الظهران الجبيل. طريق الضغط العالي. طريق الموت أو طريق الفوضى. سمّه ما شئت. طريق يتحدث بوضوح عن التقاعس وفوضى الإهمال، ونقص الخدمات، رغم حجم الامكانيات.  طريق (الفاخرية) هذا مزدوج. لسبب لا نعلمه، كانت السفلتة لاتجاه واحد بمسارين. بقي الاتجاه الآخر ترابيا. كنتيجة وفي خطأ يشارك فيه المرور .. تحولت حركة المرور إلى هذا الجزء المسفلت. أصبح الطريق باتجاهين. بدلا من الاتجاه الواحد. أليست هذه مخالفة مرورية صريحة واضحة يتحملها المواطن؟! يباركها المرور بسكوته. هل هذا سبب ومبرر لتجاوز أنظمة المرور؟! هل يملك المرور كسر قوانينه؟!  نسأل أمانة الدمام الحصيفة. لا تختلف في نتائج أعمالها عن فوضى الشوارع وبؤر الحوادث. لماذا أحجمتم عن سفلتة الاتجاه الآخر؟! هل لديكم أولويات في سفلتة الشوارع؟! على ماذا تعتمد أولوياتكم؟! لماذا لا تعالجون أخطاءكم.. على الأقل بوضع حاجز اسمنتي بين المسارين.. ليعرف السائق حدود مسئولياته؟! الأسئلة موجهة للمرور حول هذا الطريق. أيضا تتعاظم لأمانة الدمام. هل شغلتكم خطط التطوير والتنمية.. لمدينة قديمة.. تسعون لهدمها وبنائها من جديد.. على حساب المواطن وراحته وحياته أيضا؟!  ماذا تّجملون في مدينة قديمة. كانت جميلة. دعوا مدينة الدمام القديمة الجميلة لذاكرتها التي نعرف. اخرجوا للبحث عن مكان جديد لمدينة جديدة، برؤية جديدة. تصرفاتكم توحي وتقول عن العجز الذي تعانون.. وهذه الشوارع خير شاهد.. متى ستتم المحاسبة على المليارات التي تضيع في الترقيع.. وإهمال الأهم؟  بعد ذلك (النشيد) الذي لن يطرب لأنغامه أي جهة. لن يحرك مشاعر، وكراسي، أو حتى وضعية عُقل على الرأس ميّالة. لن يزيد من جماليات (النّيو لوك) لمظاهر ناس نعتبرهم مسئولين.. مفعمين بصنوف التجاهل. يتميزون بذكاء نادر، يغريهم بالتركيز على بناء الجديد فوق أطلال القديم. لتظهر لنا طبخة لم تحافظ على القديم بجماله. لم تقدم لنا ما نريد من تطلعات. نتائج ممرضة .. توجد التوتر، والقلق، والحوادث، والموت.  انتقل إلى قسم الطوارئ في مستشفى المركزي. نجد النّساء، كالعادة، يتحملن كل العقد الاجتماعية. يتحملن خلل نتائج عقول التطوير والتنمية، والمحافظة على الثوابت. يتحملن في نهاية المطاف نتائج طبخات الاجتهادات القاصرة.  وصلت قسم الطوارئ. سألت عن زوجتي وابنتي. لم أجد الجواب إلا بعد حين. المشكلة ليست هنا. المشكلة في منعي من رؤيتهما. وجدت حارسا أمام قسم طوارئ النّساء يقول: ممنوع دخول الرجال. شرحت. حاولت. ترجيت. قال: ممنوع دخول الرجال. أدركت عندها أن تعريف الرّجال يعني الشك والريبة.  حادث سيارة .. بنتائج لا تعرف تأثيرها على أسرتك. تذهب للطوارئ فتجد تعليمات ليس لها تفسير. لن أتحدث عما يجب وما لا يجب. أتحدث عن شماعات كثيرة مرفوعة.. لتعليل ما لا يمكن تصديقه. هل وصلنا إلى هذه الدرجة من تخمة السخرية؟! نسأل أهل الفكر والغيرة والمسئولية .. لو واجهتم مثل هذا الحادث.. ماذا أنتم فاعلون؟! نعرف أن لكم مسارات بعيدة عن هموم المواطن. من هذا الحادث تأكد لي كبر وحجم الخلل.