حذر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس من «انهيار الدولة وانزلاق البلاد إلى الفوضى»، فيما تجددت الهجمات القبلية على خطوط الطاقة الرئيسة في محافظة مأرب التي تواصل جماعة الحوثي حشد مسلحيها على أطرافها، استعداداً للسيطرة عليها بذريعة ملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة» وحماية المصالح الحيوية. إلى ذلك أعلن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي أن وزارته تعمل على دمج مسلحين من جماعة الحوثي في قوام الجيش لتحقيق «التوازن المطلوب»، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم الزج بالقوات المسلحة في الصراعات الحزبية والسياسية. وجاءت تحذيرات هادي خلال لقائه أمس وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان وقادة قوات الأمن الخاصة على خلفية التمرد الأخير الذي شهده معسكرها في صنعاء وتلاه تعيين العميد عبدالرزاق المروني القريب من الحوثيين رئيساً لأركانها خلفاً للواء محمد المقدشي. ووجه هادي بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث التمرد وشدد على «ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية على أساس الكفاءات والقدرات العالية بعيداً عن الجهوية والمناطقية أو الولاءات الضيقة بكل صورها بما في ذلك التعصب المذهبي». وأشار إلى قوى، لم يسمها، «لا تريد لليمن أن يستقر». وحذر من «انزلاق البلاد إلى الفوضى» وقال: «لا بد من أن نعتبر مما يجري في سورية والعراق وليبيا، وكيف تحول الصومال إلى الفوضى بعد انهيار الدولة منذ ما يزيد على عشرين عاماً، من دون أن يتمكن حتى اليوم من إعادة وضعه إلى قبل تلك الأحداث والانهيارات». وتشهد محافظة مأرب (شرق صنعاء) توتراً متصاعداً ينذر باندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين الذين يحتشدون عند أطراف المحافظة وفي بعض مناطقها ومسلحي القبائل المناهضين للجماعة والذين تعهدوا منع الحوثيين من دخولها وهددوا باستهداف منشآت النفط والطاقة إذا أقدمت الجماعة على اقتحام مناطقهم. وتجددت أمس الهجمات القبلية على خطوط الطاقة الرئيسة في منطقة وادي عبيدة في مأرب ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن صنعاء ومدن أخرى، وأفاد شهود «الحياة» أن «قوات الجيش المرابطة في المحافظة شنت هجوماً على تجمع للمسلحين الذين نفذوا الاعتداء وحالوا دون إصلاح الأضرار الناجمة عنه ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى». وفي صنعاء، واصلت جماعة الحوثي فرض سيطرتها على المؤسسات الرسمية، وأقدم مسلحوها أمس على اقتحام مكتب نائب وزير الإعلام المحسوب على حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) فؤاد الحميري وطردوه بعدما وجهوا إليه تهماً بـ»الفساد». في غضون ذلك، كشف وزير الدفاع الجديد في حكومة خالد بحاح اللواء محمود الصبيحي أن وزارته تعمل على دمج مسلحين حوثيين في الجيش بناء على اتفاق مع قادة الجماعة، وقال إنهم «يتفهمون دلالات ومضامين تقوية الدولة وتعزيز هيبة قواتها المسلحة وأن أي دعم وتعاون شعبي لتثبيت الأمن والاستقرار يجب أن ينطلق من خطة مدروسة متفق عليها تشمل فئات وشرائح المجتمع». وأضاف أثناء زيارته أمس معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء: «بالقدر الذي نعمل على استيعاب ودمج جماعات من شركائنا في العمل الوطني أنصار الله (الحوثيين) في القوات المسلحة والأمن لخلق التوازن المطلوب، فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية هي المعنية بالدور الأمني والرقابي وفقاً لمهامها الدستورية وأطرها القيادية».