×
محافظة المنطقة الشرقية

أعضاء الشورى يتساءلون عن ديون «السعودية» التي وصلت لــ 19 مليار ريال

صورة الخبر

على رغم المطالبات في الصحافة الورقية والإلكترونية بوقف القنوات التي لا تقدم للمشاهدين خلال ساعات بثها الطويلة إلا برامج المسابقات والأغاني الهابطة، أو على الأقل وقف برامج المسابقات المشكوك في مصداقيتها، إلا أن بعض مؤسسات البث الفضائي لا يعير الموضوع أي انتباه ولم يهتم لأمر القنوات التي حوّلت العالم الفضائي من سوق إعلامي متحضر، إلى «بسطات» إعلامية هزيلة. ويبدو أن الهمّ هو بيع أي منتج للمشاهد العربي مقابل ما تسلبه من جيوبه، ومن دون أي ضمان، كهذه البرامج التي انتشرت في شكل سرطاني غير حميد في الجسد الفضائي، وكان همها الوحيد الاحتيال على المشاهد العربي واستغلاله مادياً، من خلال برامجها الساذجة والمسطحة، البعيدة عن المضمون الفكري والمعرفي. ويمكن الجزم أن تلك المحطات غير قادرة على الاستمرار من دون ما تسلبه من جمهورها، لا سيما أنها لا تمتلك إعلانات، أو تمويل من جهات سياسية ودولية كغيرها. وهذه النوعية من البرامج لا تحتاج إلى تكاليف عالية، كل ما هناك صورة المسابقة، فتاة ترخي غنجها بسماجة على المشاهدين، أو شاب يلعب بالبيضة والحجر همه التغرير ببعض المتابعين الساذجين الذي ما زالوا يصدقون «لعبة الثلاث ورقات»، أو الصغار الذين يحرضهم على المشاركة ويوهمهم بالكسب السريع، حين يكرر جمله المعسولة ويحاول إقناعهم بأن الموضوع لن يكلفهم شيئاً، وما عليهم إلا أن يطلبوا الرقم الهاتفي، والبرنامج سيعاود الاتصال بهم، وسرعان ما يتفاجأ المتصل بالمجيب الآلي يطلب منه معلومات، ولا يوجد رنات أصلاً. مسابقات خالية من أي معلومة أو فائدة، صورة لفنان أو فنانة وعلى المشاهد الفطن أن يجد الاختلاف بين الصورتين، ثم تنتقل لمسابقة ثانية، اسم فاكهة من ثلاثة حروف تبدأ وتنتهي بحرف التاء، وفي المنتصف يسكن الواو، أو اسم علم من ثلاثة حروف تجده إذا قلبت كلمة «حرف»... هي مسابقات مخصصة للطفل الرضيع شرط أن يستخدم الذكاء الفطري، والتراكم المعرفي الذي كسبه خلال تسعة شهور في رحم أمه، ولكن عليه أن يكون قادراً على مغافلة أهله ليشارك ويتصل، وتبدأ رحلته مع الكنترول، ويبدأ سحب المال. وهنا تطول فترة الاتصال ليسجل بياناته كلها، وفجأة ينقطع الخط، فيكرر المحاولة مرة ثانية وثالثة. ويمكن أن ينهي تلك المراحل لكنه لن يفوز فهناك سحب الكومبيوتر على أسماء الرابحين، وفي أحسن الأحوال لو كان هو الرابح، فلا يوجد أي قانون أو شروط أو بنود تلزم تلك القنوات والبرامج بتسليمه الجائزة. نعم هو استثمار مغر للقناة وغير مكلف حتى على صعيد المعلومة التي يمكن أن تفيد المشاهد. هي حالة من حالات الثراء غير المشروع التي تنتهجها بعض البرامج التي توحي للمشاهد العربي أن نجمه المفضل لن يفوز باللقب أو يصل للمركز الأول إلا بفضل تصويته وإرسال رسائل للبرنامج، وأن عليه أيضاً أن يعاود ويكرر الرسائل حتى يحقق هذا النصر الوهمي. تصويت، رسائل نصية، تجارة بالأحلام، إسفاف، سطحية، سلب للوقت والمال، ولا رقيب يحمي المشاهد، أو ذائقته. لا قوانين إعلامية تحمي حقوقنا، أو تخضع لها تلك القنوات التي باتت واقعاً على شاشات العالم العربي، ولا أدنى حس بالمسؤولية لا من مؤسسات الإعلامية كبيرة، ولا من انتهازيين تجار أقبية فضائية.