هناك من يؤكد أنه لا تكاد تمر فترة من الزمن إلا وتطالعنا الصحف المحلية أو الأجنبية بقضايا مطالبة أبناء بإثبات نسبهم لآبائهم السعوديين أو عودتهم إلى بلادهم بعد وفاة عائلهم. هل تصدقون أن هناك (1853) قضية بنوة وإثبات قرابة التي نظرتها المحاكم السعودية خلال العام الماضي فقط، وهناك نحو (7253) فردا ترعاهم جمعية (أواصر) الخيرية في الخارج؟! ــ هذا هو المعلن، أما غير المعلن فالله وحده هو الذي يحصي عدده. وكلها.. أو لكي أكون دقيقا فغالبيتها العظمى الساحقة، هي ناتجة عن المغامرات (الحيوانية) التي يقدم ويتورط فيها بعض طلاب المتعة من الرجال الذين يذهبون للسياحة في البلاد الخارجية، دون أي فكر أو حتى دون أي استعانة بالوسائل العلمية المتوفرة في كل الصيدليات الفاتحة أبوابها على قوارع الشوارع. وبمعنى أكثر صراحة مؤلمة: هناك من أشباه الرجال ولا أقول الحيوانات من يتزوج بامرأة في الخارج بشكل شرعي أو صوري لعدة أيام أو أشهر، وبعد أن يقضي وطره من تلك المرأة وتحمل منه، يلقيها وراء ظهـره ويركب الطائرة (ممسمسا شماغه) عائدا للسعودية، وكأن شيئا لم يكن، وبعد أن يأتيه الخبر من تلك المرأة المتعوسة تعلمه أنها حملت ووضعت منه طفلا أو طفلة يعطيها (الطرشه) ــ أي أنه يتنكر ولا يعترف بتاتا (بضناه). هناك بدون مبالغة قضايا كثيرة من هذا النوع المخجل الظالم تمتلئ بها ملفات السفارات في كل قارات العالم الست، ووصلت حتى إلى المحاكم في داخل المملكة. ومع الأسف، إن القضاة عندنا لا يعتمدون إلا على أسلوب (اللعان) القديمة، وكأنهم لم يسمعوا عن البصمة الوراثية (DNA)؟!، التي تستطيـع أن تثبت نسب الفئران، ناهيك عن (الأوادم). إن مثل ذلك الرجل الأب المنتفي الضمير، لا أسهل عنده من أن يلعن نفسه، بل ويلعن (أبو أجداده) ليتنصل من أبوته، ويترك (ضناه) يذهب للجحيم، إنه يذكرني بذلك الكذاب عندما يطلبون منه أن يحلف، فيقول بينه وبين نفسه: (جاك الفرج)، ويطجها ويحلف بالثلاثة زورا وبهتانا، والحلف بالنسبة له أحلى من العسل. هل تصدقون أن بعض بنات هؤلاء الرجال الأشاوس الذين لم يعترفوا بهن ورموهن للكلاب في البلاد الأجنبية، أن بعضهن من شدة العوز، أصبحن يعملن في البارات وفي مواخير الليل؟!. هيئة كبار العلماء مطالبون من قبلي أنا على الأقل بالضرب بيد من حديد على أيادي مثل هؤلاء (الشذاذ)، الذين طبقوا (وأد) بناتهم وأبنائهم أيضا، ليس على الطريقة الجاهلية، ولكن بطريقة معاصرة (!!). إنني أطالبهم إلى جانب مبدأ اللعان، أن يخضعوا لفحص (البصمة الوراثية)، التي لا تخطئ حتى لو وضعوا ذلك الطفل من بين مليون طفل. إن مثل هؤلاء الآباء الفجرة يتأسون بمقولة (امرؤ القيس) الخائبة: اليوم خمر وغد أمر، أو باللهجة الدارجة: الليلة (هشك بشك)، وبكرة يفتح الله. لا يا حبيبي (دخول الحمام ما هو مثل خروجه)، ومن بدأ المأساة لابد أن ينهيها.