يقولون إننا لسنا من الدول المرشحة لاستضافة كأس آسيا ولهذا يبدو أن حظوظنا في استضافة البطولات الرياضية ستكون محدودة على كأس الخليج حيث نستضيف هذه الأيام الدورة 22 والتي لن نستضيفها مرة أخرى إلا بعد 14 عاماً ومع أنها كانت فرصتنا لنترك بصمة جميلة لدى ضيوفنا وهو ما تسعى الجهات الرسمية جاهدة للوصول إليه وفي مقدمتها إمارة الرياض إلا أن دور إعلامنا الرياضي للأسف أتى عكس ما نتمنى وتحول إلى جلاد ولعلي هنا أستشهد بما أراه على شاشات التلفزة كل يوم وليلة ممن اسموا أنفسهم بالاعلام الرياضي السعودي بينما هم إعلام ملون؛ الولاء عنده للأندية متناسياً الوطن واستغرب طالما أننا منحنا الألوان إجازة حتى يأخذ اللون الأخضر حقه فكان من الأولى أن نمنح إعلاميي الألوان إجازة مع أنديتهم ونفسح المجال للإعلام الوطني الذي لا يعترف بالميول أو على الأقل يستطيع أن يتناساها حباً في لون الوطن فماذا قالوا لنصفهم بذلك؟. أنهم يقولون إن العزوف الجماهيري سببه أن جماهير بعض الأندية غاضبة لعدم اختيار بعض لاعبيها للمنتخب ولو سلمنا بصحة ذلك فأين الجماهير التي اختير معظم لاعبي المنتخب من أنديتها إن كان الولاء للألوان وليس للوطن؟. ويزيدون أن عزوف الجماهير سببه صعوبة الوصول للملعب بسبب البعد وعدم وجود مواصلات مناسبة فالرياض مدينة لا تمتلك مقومات المدينة الحديثة من وجهة نظرهم ولا نعلم كيف استطاع الجمهور أن يصل لنهائي كأس آسيا قبل المباراة بساعات وأن يتسلق الحوائط من لم يجد له مقعداً؟. ليتهم يقولون إن صعوبة الوصول إلى الملاعب كانت بسبب أن الرياض تحولت إلى ورشة عمل ففي كل شارع نفق أو جسر وفي كل شارع خطوط عملاقة للمياه والكهرباء والصرف الصحي وفي كل طريق مشروع للنقل العام من مترو إلى حافلات ليتهم يقولون للضيوف إن مدينتنا تتحول إلى مدينة عالمية فاعذرونا إن كان هذا التحول سيزعجكم بدلاً من أن نقول لهم سامحونا على تقدمكم وتخلفنا -إنهم يتهمون حفل الافتتاح بأنه دون المستوى ويتناسون أن في يوم الافتتاح مباراتين ولهذا فالوقت المحدد للافتتاح لا يسمح إلا باحتفالية بسيطة- كان بودي أن يتفرغوا لما يفهمون فيه بخلاف التعصب وهي خطط المدربين وأداء اللاعبين وأن يتركوا حرفية إبراز دور الوطن ومنجزاته لمن يجيدون مثل هذا الفن فهم والله يتحاورون في البرامج لنحر الوطن والأشقاء المشاركون لا يملكون حتى حق التعليق من مبدأ يا غريب كن أديب فلماذا انتقد أن كان غيري يذبح نفسه -نحن لا نقول لكم جملوا ولكن نقول اظهروا الجميل وبرروا ان سألتم عن غيره ما هي مسببباته فنحن لا نسمع هذه المبررات إن أتانا فريق خارجي خليجي أو أجنبي لم نسمع هذه المبررات عندما استضفنا السد والعين ولكننا نسمعها عندما استضفنا قطر والإمارات وبقية اشقائنا في الخليج فما الفرق يا سادة؟. الفرق باختصار أن الولاء أصبح للألوان ولهذا أصبحنا نقيم كل نجاح بدرجة ولائنا للألوان وبقي إعلام الألوان يتكلم عن لون الوطن من خلال ولائه للونه ولهذا فلم يتحدوا على لون واحد واستمروا في كيل التهم لبعضهم البعض ولكن هذه المرة على أرض لا يمتلكون الحديث عنها ما لم يمنحوا ألسنتهم وأقلامهم إجازة توقف مع الألوان التي ينتمون لها. البعض منهم يا سادة لا تطيق تعصبه وهو يتحدث عن النادي الذي تميل إليه والبعض منهم يجبرك على كره الرياضة من حقده على النادي الذي تميل إليه فهم يكذبون بعضهم ويفاخرون بانتماءاتهم ورحم الله أياماً لم يكن أي صحفي يجرؤ أن يصرح بميوله وعلى الجمهور أن يكتشفه من عناوين مقالاته وبدرجة كبيرة من التحفظ. للأسف أن إعلامنا الرياضي لم يكن في مستوى الحدث وكان من المفروض على اللجان المنظمة أن تنظم لهم معسكراً مدته أسبوع يتعرفون على بعضهم ويتعالجون من إدمانهم على عشق ألوانهم لتجهزهم للدفاع عن لون واحد فقط هو لون الوطن ولكن للأسف ما حدث هو عكس ذلك. نحن لا يهمنا أن نفوز بكأس الخليج ولكن همنا الأول هو أن لا نفرط في فوزنا باحترامنا لذاتنا وفخرنا بوطننا. نعم غابت الجماهير ولكنها غابت بسببكم فأنتم تفرغتم لإبراز كل ما يزيد من التعصب للأندية على حساب حب منتخب الوطن. حفظ الله راية وطننا خفاقة وأرض وطننا مضيافة واسمحوا لنا ضيوفنا إن قصرنا فرياضنا ورشة عمل لأنها تتحول لإسعاد سكان هذه الدولة وضيوفها وشكرا لإعلام الأشقاء الذي عبر عن اعتزازه بهذا الوطن المضياف وسخّر برامجه لتكون منبراً للرضا عن استضافتنا والاستغراب لغياب جماهيرنا..