×
محافظة المدينة المنورة

استقطاب الموهوبين من ملاعب المدينة

صورة الخبر

حتى الأفراد يعتمدون على الحوار والتواصل للتفاهم فيما بينهم، وهو ما تحرص عليه الدول حتى وان شابت علاقاتهم خلافات وعدم توافق، ولذلك نجد أن جميع الدول تواصل حواراتها ولقاءاتها مهما تباعدت مواقفها سواء عبر السفارات أو عبر اللقاءات المباشرة بين المسؤولين والوزراء المعنيين أو المبعوثين. وفي الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية كانت القوتان الأعظم تحرصان على التواصل حتى أن رئيسا أمريكا والاتحاد السوفياتي أقاما اتصالا هاتفيا مباشرا بينهما سمي في ذلك الوقت بالخط الأحمر، ولم ينقطع التواصل بينهما حتى عندما وصل الأمر إلى شفير حرب نووية في الحالة الشهيرة بالصواريخ السوفياتية بكوبا، ولهذا فقد حرصت الدول على التواصل والحوار الدائم فيما بينها رغم تباعد واختلاف المواقف. والمملكة العربية السعودية وروسيا اللتان تربطهما علاقات جيدة ولهما مصالح مشتركة دون اخفاء وجود خلافات في نقاط باتت معروفة وهي التي تتعلق بدعم روسيا لنظام بشار الأسد المرفوض من شعبه، كما أن روسيا ترتبط بعلاقات تحالفية مع النظام الايراني وتسانده حتى في تجاوزاته وتدخلاته في الشؤون الداخلية العربية. نقطتان تشكلان أهم الاختلاف العربي الروسي، وبالتحديد بين السعودية وروسيا، وهاتان النقطتان ورغم أهميتهما لا تقاسان بالحجم الكبير من المصالح والعلاقات الجيدة بين البلدين، ومع أن المسؤولين الروس يرون أن الميل إلى طهران والأسد يتوافق مع مصالحهما الاستراتيجية الآنية، رغم أن الكثير من السياسيين الروس يجدون أن الثبات على هذا التوجه سيحرم الروس من التأثير والوجود الجوسياسي في المنطقة العربية؛ لأن الوقوف مع الأنظمة على حساب الشعوب لا يصمد طويلاً، وهو وإن خدم المصالح الروسية الاستراتيجية آنياً إلا أنه في النهاية سيحرمها من التأثير، بل وحتى الوجود كما حصل في مناطق أخرى في العالم، ودول أوروبا الشرقية مثال على ذلك، ولذلك فإن المصلحة الروسية والعربية طبعاً أن تعالج الدبلوماسية الروسية هذا الخلل، وأن تكون متوازنة في علاقاتها ما بين مصالحها ومصالح الآخرين وبالذات الدول العربية التي تجد ميلاً إن لم يكن تحالفاً روسياً مع الأنظمة التي تدمر الاستقرار والأمن العربي، كالنظام الايراني ونظام بشار الأسد، ولهذا فإن استمرار تواصل اللقاءات والتواصل بين رأسي الدبلوماسية السعودية والروسية واستمرار الحوار بين الفيصل ولافروف يعد عملاً ايجابياً ومطلوباً خاصة في مثل هذه الظروف، والشيء الذي لا يمكن اخفاؤه هو أن السعودية ومعها الكثير من العرب مستاؤون من الميل الروسي لملالي طهران ولبشار الأسد، وان دعمهم السياسي والاستراتيجي والاقتصادي يفسر بأنه موجه ضد العرب وأنه فرض لنظام جائر يقتل شعبه في سوريا وتحالف مع نظام لا يخفي أطماعه في المنطقة العربية، أيضاً الروس مستاؤون من اعتقادهم بأن العرب يتعاونون مع الغرب ضد المصالح الروسية، وذهب بهم هذا الاعتقاد بأن تدهور أسعار البترول ومحاصرة روسيا اقتصادياً يتم بتعاون أمريكي وعربي خليجي، ويشيرون بأصابع الاتهام إلى السعودية، طالبين ان تخفض انتاجها وبصورة كبيرة حتى تعود أسعار البترول للارتفاع لانقاذ الاقتصاد الروسي، ورغم أن الروس يعرفون قبل غيرهم بأن أسعار البترول يحددها العرض والطلب في الأسواق العالمية، إلا أنهم يطالبون السعودية بالتضحية لصالح الدول المنتجة وهو ما لا تستطيع السعودية القيام به؛ لأن ذلك بكل بساطة يفقدها أسواقها التقليدية وان تقدم تضحية لدول تناصبها العداء، خاصة تلك الدول التي تديرها أنظمة توظف ايرادات البترول لتمويل أعمال ارهابية وتدمير استقرار أمن الدوالعربية ومنها السعودية، وهذا لا يمكن أن تقبل به السعودية التي عرضت لروسيا عبر وزير خارجيتها مواقفها الواضحة سواء فيما يتعلق بأسعار البترول والانتاج، وان التضحية لا يمكن أن تقدم عليها لصالح دول تستغل موارد البترول لتدمير استقرارها وأمن المنطقة التي تنتمي إليها.