من سيتأهل..؟ بحسابات معقدة للغاية ووجود فرص متفاوتة لكل المنتخبات الأربعة تختتم اليوم لقاءات المجموعة الثانية لخليجي 22 والمقامة في الرياض. إذ يتقابل المنتخب العماني مع نظيره الكويتي على أرض ستاد الأمير فيصل بن فهد، بينما يتقابل المنتخب الإماراتي مع نظيره العراقي على أرض ستاد الملك فهد الدولي، وكلا اللقاءين سيقامان في تمام الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة مساءً. ويتصدر المنتخب الكويتي ترتيب المجموعة بأربعة نقاط، بينما يتقاسم المنتخبان الإماراتي والعماني المركز الثاني بنقطتين، أما المنتخب العراقي فيحل في المركز الأخير بنقطة واحدة. ويكفي المنتخب الكويتي التعادل أمام نظيره العماني مهما كانت نتيجة اللقاء الآخر، وهي النتيجة التي لا تخدم المنتخب العماني ففوز أحد المنتخبين في اللقاء الآخر يعني خروجه، بينما فوز المنتخب العماني يؤهله للدور الثاني، ويجعل المنتخب الكويتي تحت رحمة المنتخب العراقي في اللقاء الآخر، فخسارة الكويت اللقاء تجعله بحاجة إلى تعادل الإمارات مع العراق أو فوز المنتخب العراقي، وحينها يصبح للكويت والعراق 4 نقاط يتأهل الكويت بسبب تفوقه في المواجهة المباشرة. وفي لقاء الإمارات والعراق، يحتاج المنتخب الإماراتي حامل اللقب للفوز من أجل التأهل مباشرة، أما تعادله فيعني وصوله إلى 3 نقاط، وهنا يحتاج لفوز الكويت على عمان من أجل تأهله، أو على الأقل التعادل السلبي. ويحتاج المنتخب العراقي من أجل التأهل للفوز، وحينها سيتأهل للدور الثاني لو فاز المنتخب الكويتي أو تعادل مع عمان، أما في حالة فوزه وفوز المنتخب العماني، فحينها سيتأهل المنتخب الكويتي نظير تفوقه على المنتخب العراقي في المواجهة المباشرة. ثمن الاحتقان..! دفع المنتخب السعودي كثيراً دفع الاحتقان الذي يشهده المدرج الكروي هنا نتيجة التعصب الذي زاد من حده وسبق أن حذرنا منه كثيراً، فالبطولة أثبتت بأن الجمهور السعودي بات يميل لتشجيع ناديه المفضل أكثر من منتخب بلاده، ويتحمل ذلك في المقام الأول الإعلام المتعصب الذي يسيطر على معظم الإعلام المقروء والمرئي والمسموع هنا، بالإضافة إلى ما يطرحه هؤلاء الإعلاميون في مواقع التواصل الاجتماعي الذي كان له الأثر الأكبر في زيادة احتقان المدرج السعودي وزيادة التعصب فيه للألوان والميول. ولا يتحمل الإعلام وحده هذه المسؤولية، فهناك مسؤولو أندية سابقون وحاليون، ولاعبون معتزلون وحاليون، يتحملون كذلك هذه المسؤولية نتيجة تصريحاتهم أو تغريداتهم في مواقع التواصل، التي تؤجج التعصب وتزيد من احتقان المدرج. هذا وستنتهي البطولة قريباً، وبعدها يجب على مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبالتعاون مع عقلاء الإعلام الرياضي، وضع خطة تحد من التعصب الرياضي، ولن نقول القضاء عليه، فذلك مستحيل في ظل الوضع الحالي، ولكن يجب وضع حلول للحد من هذه الإشكالية، فليس من المنطق أن يلعب المنتخب السعودي على أرضه ونلاحظ لأول مرة بأن جمهوره ليس الأكثر والأكبر تأثيراً. وفي الوقت الذي كان من المفترض أن تكون البطولة مربحة من الجوانب المادية، اضطرت اللجنة المنظمة ومن اليوم الأول للبطولة أن تجعل الحضور الجماهيري مجانياً، نظير مقاطعة الجمهور السعودي لمباريات منتخب بلاده، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه..! بطولة التعادلات يحق لمتابع خليجي 22 أن يطلق عليها بطولة التعادلات، فحتى كتابة هذه الأسطر أقيمت 8 مباريات في المجموعتين الأولى والثانية، انتهت 6 مباريات منها بالتعادل، ولقاءان فقط بفوز أحد المنتخبين. ففي مباراة الافتتاح تعادل المنتخب السعودي والقطري بهدف لكل منتخب ضمن مباريات الجولة الأولى للمجموعة الأولى التي شهدت كذلك تعادل المنتخب اليمني والمنتخب البحريني دون أهداف. وفي المجموعة الثانية افتتحت مباريات المجموعة بالتعادل بين المنتخب الإماراتي والمنتخب العماني بالتعادل السلبي كذلك، ليكون المنتخب الكويتي وفي رابع مباريات البطولة أول منتخب يحقق الانتصار وذلك بعد فوزه ضمن مباريات المجموعة الثانية على المنتخب العراقي بهدف أتى في الوقت بدل الضائع. واستمرت لعبة التعادلات في الجولة الثانية، إذ تعادل المنتخب اليمني مع المنتخب القطري دون أهداف ضمن مباريات الجولة الأولى التي شهدت أول انتصار فيها وكان لحساب منتخبنا السعودي على حساب المنتخب البحريني بثلاثية نظيفة. ولكن عادت التعادلات لتخيم من جديد على مباريات الجولة الثانية للمجموعة الثانية، إذ انتهى اللقاءان بالتعادل، وذلك بين المنتخب الإماراتي والمنتخب الكويتي بهدفين لكل منتخب، والمنتخب العماني والمنتخب العراقي بهدف لكل منتخب. المثير في تعادل المنتخب السعودي ونظيره القطري في افتتاح البطولة هو أنه التعادل الرابع على التوالي بين المنتخبين في تاريخ البطولة، وكان آخر انتصار للمنتخب القطري على السعودي عام 1984 م، بينما آخر انتصار للمنتخب السعودي على القطري عام 2002 م، ليتعادلا بعد ذلك في أربع نسخ خليجية التقيا فيها. ملح البطولة يعتبر جمهور المنتخب اليمني هو ملح بطولة خليجي 22 التي تقام حالياً بالعاصمة السعودية الرياض، وحضرت الجماهير اليمنية بكثافة كبيرة جداً خلال مباريات المنتخب اليمني لدرجة فاقت جمهور المنتخب المستضيف المنتخب السعودي. وفي الوقت الذي تفاوت فيه حضور الجمهور السعودي في البطولة ما بين المتوسط وأقل من ذلك، فإن الجمهور اليمني أنقذ البطولة جماهيرياً إن صح التعبير. ولم تكتف الجماهير اليمنية بالحضور الكثيف والمميز، بل بالمساندة طوال دقائق المباراة دون كلل وملل لتشكل بذلك عنصر رعب لكل منتخب منافس في المجموعة الأولى. وتعتبر الجالية اليمنية واحدة من أكبر ثلاث جاليات في المملكة العربية السعودية، ولم يكن من المستغرب حضورها بهذه الكثافة. ووصف وليد الحبيشي لاعب اليمن مشهد الجماهير بأنه الأروع في حياته، وقال في مقابلة تلفزيونية: لم أر في حياتي مثل هذا الجمهور، لم أتوقع ذلك أبداً، جمهور يصنع رهبة كبيرة. وأضاف زميله محمد الحيفي: شعرنا وكأننا نلعب في العاصمة صنعاء. وحتى حين لعب اليمنيون في صنعاء لم يتحقق للفريق مثلما تحقق في الرياض، ولم يسبق لليمن الحصول على أكثر من نقطة واحدة في بطولة واحدة بكأس الخليج، حتى حين استضافها في أرضه عام 2010 م كان من نصيبه ثلاث هزائم بينها رباعية نظيفة أمام السعودية وثلاثية دون رد أمام الكويت وبينهما هزيمة بهدفين مقابل هدف أمام قطر. وقال سوكوب مدرب المنتخب اليمني في المؤتمر الصحفي: كل الشكر لهذا الجمهور، شعرنا أنه دائماً معنا ويقف وراءنا، نحن نلعب ومعنا 12 لاعباً. أول الضحايا..! قرر الاتحاد البحريني لكرة القدم إقالة المدرب العراقي عدنان حمد من مهام منصبه كمدير فني للمنتخب البحريني، وتعيين مرجان عيد مدرباً مؤقتاً للأحمر في مباراته الثالثة بالدور الأول لبطولة خليجي 22 وكان المنتخب البحريني قد تعرض لخسارة قاسية بثلاثية نظيفة من المنتخب السعودي يوم الأحد ضمن منافسات الجولة الثانية للبطولة، كان منها هدفان بالخطأ من لاعبي البحرين في مرماهم، وقبلها تعادل المنتخب سلبياً أمام نظيره اليمني. وبحسب الأنباء فإن إدارة الاتحاد البحريني اتخذت قراراً بإعفاء الجهاز الفني المكون من المدير الفني عدنان حمد وإعطاء المهمة للمساعد البحريني مرجان عيد لقيادة الفريق بشكل مؤقت. ورغم أن الترشيحات كانت تصب في مصلحة الإسباني كارلو لوبيز المدير الفني للمنتخب السعودي في أن يكون هو أول المغادرين للبطولة، إلا أن عدنان حمد خطف السبق منه. يذكر أن تصريحاً سابقاً لعدنان حمد، رشح فيه منتخبات السعودية والكويت والإمارات، لنيل اللقب الخليجي، قد أثار أعضاء الاتحاد البحريني، بعدما تغاضى المدرب المقال عن الإشارة إلى قدرة المنتخب البحريني على نيل اللقب. الجدير بالذكر أن بطولات الخليج عبر التاريخ شهدت الكثير من إقالة المدربين، ولعل أشهرها إقالة المنتخب السعودي لمدربه البرازيلي المشهور زجالو وتعيين خليل الزياني بديلًا له لينطلق الزياني من تلك البطولة لقيادة المنتخب السعودي لتحقيق كأس آسيا 1984م. لا يوجد نجوم..! طغى اللعب الجماعي على اللعب الفردي خلال مجريات خليجي 22 حتى الآن، ففي الوقت الذي شهدت فيه مباريات النسخة الماضية خليجي 21 بالبحرين ظهور لاعب الإمارات عمر عبدالرحمن بمستوى لافت ومميز استحق عليه بجدارة الحصول على جائزة أفضل لاعب، وفي النسخة التي قبلها خليجي 20 باليمن ظهر لاعب المنتخب الكويتي فهد العنزي بمستوى لافت كذلك استحق عليه الحصول على جائزة أفضل لاعب، فإن هذه البطولة لم تشهد حتى الآن بروز لاعب على حساب الآخرين. واشتهرت بطولات الخليج عبر الأربع والأربعين سنة الماضية بتقديم المواهب الخليجية الكروية، التي كانت بدايتها الإبداع في بطولات الخليج، لتنطلق بعدها نحو نطاقات أوسع على الصعيد القاري والدولي، ولكن الملاحظ حتى الآن نضوب هذه الميزة في هذه النسخة بالذات، بل لا تزال البطولة حتى تقدم لنا بعض الأسماء المعروفة بإبداعها مسبقاً كبدر المطوع من الكويت وناصر الشمراني من السعودية وعمر عبدالرحمن من الإمارات والصاصي من اليمن دون أن يكون لهؤلاء ما يميزهم بشكل واضح عن غيرهم.