يتحدد اليوم طرفا نهائي كأس دورة "خليجي 22"، حيث يشهد ستاد الملك فهد الدولي في الرياض قمة من نوع خاص بين منتخبي الإمارات حامل اللقب، والسعودية صاحب الأرض والجمهور في نصف نهائي الدورة، وتجمع المباراة الثانية على الملعب ذاته عمان وقطر. وباتت الفرصة سانحة أمام المنتخب السعودي لتحقيق انطلاقة جديدة قبل أقل من شهرين على مشاركته في كأس آسيا في أستراليا، إذ تفصله مباراة واحدة عن المباراة النهائية وفرصة إحراز اللقب الخليجي الرابع بعد أعوام 1994، 2002، و2003، لكي ينفرد بالتالي بالمركز الثاني في عدد الألقاب بعد الكويت حاملة الرقم القياسي (10 ألقاب)، حيث يتساوى حاليا مع العراق بثلاثة ألقاب لكل منهما. وبعد بداية متواضعة لـ "الأخضر" بتعادله 1/1 في المباراة الافتتاحية مع قطر، والضغوط الهائلة التي تعرض لها اللاعبون والمدرب الإسباني خوان لوبيز كارو والغياب الجماهيري الكبير، تبدلت الأمور كثيرا بالنسبة إلى صاحب الأرض بفوزه بسهولة على البحرين في المباراة الثانية بثلاثية نظيفة، ثم فوزه ولو بصعوبة على اليمن بهدف وحيد مع ازدياد كبير في الجماهير السعودية. تحسن مستوى المنتخب السعودي تدريجيا في الدور الأول، وبات مدربه على دراية كاملة بإمكانات لاعبيه الأساسيين والاحتياطيين، حيث تعرض إلى انتقادات فيما يتعلق بعدم إشراكه لاعبين جيدين على دكة الاحتياط أمثال وليد باخشوين الذي عاد ودفع به لاحقا بعد المباراة الأولى، كما أنه راقب منتخب الإمارات جيدا في مبارياته الثلاث. ولا شك أنه جهز الخطة المناسبة والعناصر التي يمكنها مواجهته ومتابعة المشوار حتى المباراة النهائية على الأقل. فرحة لاعبي الإمارات بالفوز على العراق. تصوير: علي العريفي ـ "الاقتصادية" ويبحث المنتخب السعودي عن إنجاز ما منذ أعوام للانطلاق منه إلى استعادة أمجاده إقليميا وقاريا وحتى في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، إذ إنه توج بطلا لآسيا ثلاث مرات، وخسر النهائي ثلاث مرات، كما أنه مثل عرب آسيا في المونديال أربع مرات متتالية. لكن يتعين على أسامة هوساوي، سعود كريري، ناصر الشمراني، نواف العابد، وتيسير الجاسم ورفاقهم أن يحذروا من استعادة منتخب الإمارات مستواه الفني الذي أهله لإحراز اللقب الخليجي في الدورة السابقة، خصوصا أن صانع الألعاب عمر عبد الرحمن استعاد جاهزيته التامة بعد الإصابة التي أبعدته نحو شهر ويمكنه أن يلعب دورا حاسما في تمريراته الخطيرة بوجود المهاجم علي مبخوت متصدر ترتيب الهدافين حتى الآن برصيد أربعة أهداف. وتوجت الإمارات بطلة للدورة الخليجية في المنامة للمرة الثانية في تاريخها بعد فوزها على العراق بهدفين مقابل هدف بعد التمديد في المباراة النهائية، محققة فيها فوزها الخامس على التوالي بقيادة المدرب مهدي علي الذي يشرف على هذه المجموعة من اللاعبين منذ أعوام وحقق معها إنجازات مهمة مع منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي قبل أن تسند إليه المهمة في المنتخب الأول ويحقق أيضا نجاها باهرا في "خليجي 21". وأحرز مهدي علي مع هذه المجموعة لقب كأس آسيا للشباب، ثم وصل معه إلى ربع نهائي كأس العالم للشباب أيضا، وحقق ثاني أهم إنجاز لكرة القدم الإماراتية بقيادته إلى دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012 حيث قدم عروضا جيدة أيضا، قبل أن يظهر كفاءته في دورة الخليج الماضية مع المنتخب الأول. يذكر أن الإمارات تبحث عن لقبها الثالث في دورات الخليج، إذ توجت للمرة الأولى عام 2007 على أرضها بقيادة إسماعيل مطر الموجود في التشكيلة الحالية لكنه شارك في الشوط الثاني أمام عمان، ومن الممكن أن يزج به مهدي علي أمام السعودية للاستفادة من خبرته. وكان إسماعيل مطر صاحب هدف الفوز على السعودية بالذات في نصف نهائي "خليجي 18" عام 2007. وفي اللقاء الثاني، انتظر منتخب عمان حتى الجولة الثالثة من الدور الأول ليجني ثمار الجهود التي بذلها لاعبوه منذ المباراة الأولى، حين دك شباك الكويت بخمسة أهداف نظيفة ملحقا بها خسارة تاريخية بعد أن اقترب إلى التأهل. وفعلا، ارتقى منتخب عمان بقيادة المدرب الفرنسي بول لوجوين تدريجيا في البطولة وحول النسب الجيدة من السيطرة على الكرة أولا أمام الإمارات وثانيا أمام العراق ثم أمام الكويت إلى أفضلية تامة ونجاح في التسجيل خصوصا مع تألق اللاعب البديل سعد سالم الذي خطف ثلاثة أهداف في مرمى الكويت أضافها إلى ثنائية عبد العزيز المقبالي. وفشل خوخي بوعلام وعبد القادر إلياس في ترجمة الفرص الكثيرة التي تسنح لهما للتسجيل، كما أن تأثير غياب النجم إبراهيم خلفان عن الدورة بسبب الإصابة كان واضحا. وكان المنتخب القطري قد تخلص من مشكلة العقم الهجومي في المباريات الودية قبل البطولة التي وصل عددها إلى عشر مباريات وحقق فيها نتائج أكثر من جيدة بفوزه على منتخبات قوية كأستراليا وأوزبكستان، ما جعله يدخل دورة الخليج مرشحا للقب أو للوصول إلى مرحلة متقدمة جدا فيها على الأقل.