يمتلك إحساساً فنياً عالياً، وهو قادر على إحداث نقلات فنية لنفسه من خلال اختيار أعمال تقرّبه من الجمهور. وهذا ما جعله يقبل المغامرة ويقدّم دوراً جديداً عليه من خلال فيلم "الفيل الأزرق" الذي حقق إيرادات كبيرة، على عكس المتوقع، لأنه فيلم نفسي. "سيدتي" التقته في الحوار التالي: تعود للتواجد في دور العرض بعد غياب زاد عن ثلاث سنوات، كيف تفسر هذا الغياب؟ أعترف أن هذه الفترة ليست قصيرة، خاصة أنني أحب السينما كثيراً، وأسعى إلى التواجد بأكثر من عمل سنوياً. لكنّ حال السينما على مدار الثلاث سنوات الماضية لم يكن جيداً لأسباب كثيرة، وهذا جعل الإنتاج يتراجع. كما أن هناك مشكلة كبيرة في الصناعة، وهي إيجاد سيناريو جيد تستطيع من خلاله أن تحقق نقلة فنية جديدة. وعندما وجدت فيلم «الفيل الأزرق»، على الفور، قررت تقديمه. هل تشعر بأن عرض الفيلم في موسم عيد الفطر كان الأنسب لتحقيق أعلى الإيرادات؟ موسم عيد الفطر يحظى بإقبال الجمهور على السينما، خاصة أن الجمهور المصري يركز طوال شهر رمضان على المسلسلات، وبعد ذلك يتجه إلى السينما في العيد. الفيلم الجيد يفرض نفسه في أي موسم. كما أن موسم عيد الفطر هذا العام ضمّ موسمين معاً هما: الصيف والعيد لأن بداية موسم الصيف الحقيقية جاءت مع العيد، خاصة أن الأسر المصرية كانت تنتظر نتيجة امتحانات الثانوية العامة. والجميع اطمأن والكل ينتظر انتهاء شهر رمضان ليبدأ الصيف، وهذا سيكون في صالح الفيلم، لكنّ الفيلم ـ وبصراحة شديدة ـ عمل ذو طبيعة خاصة وبذل مجهود كبير في صناعته، والفيلم حقق إيرادات كبيرة، وقد كان مفاجأة بالنسبة لي. كما أسعدتني إشادة النقاد والجمهور بالعمل؛لأن رسالتي وصلت. وسيكون دافعاً لي على تقديم أعمال مختلفة عما هو موجود. فيلم «الفيل الأزرق» مأخوذ عن رواية، هل توقعت أن ينجذب الجمهور لمثل هذه النوعية، وما سبب حماسك لدخول هذه المنطقة؟ الجمهور المصري يتمتع بذكاء شديد، ويعرف جيداً تقييم الأعمال الفنية. ومن ناحية انجذابه للفيلم، فأنا على يقين من أنه سوف ينجذب للعمل؛ لأنه عمل شديد الخصوصية، وأيضاً به دراما وأكشن. فالخلطة السينمائية موجودة في هذا العمل، لكن بشكل وبتكنيك سينمائي مختلف. أما في ما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال، فأقول لك إنني لم أكن أعرف أحمد مراد جيداً. ولكنني، أحب القراءة كثيراً وأتابع الحركة الثقافية، وعندما تم طرح رواية «الفيل الأزرق»، قررت الاطلاع عليها، وبالفعل اكتشفت أننا أمام عمل قوي وجذاب، لدرجة أنني كنت أقرأ الرواية، وأحداثها لا تفارق خيالي حتى وجدت المخرج والصديق مروان حامد يعرض عليّ إمكانية تقديمها في عمل سينمائي، فوافقت. بالطبع لست راضياً كيف رأيت المنافسة في هذا الموسم السينمائي؟ بالتأكيد، أي موسم سينمائي سيعرض فيه أعمال كثيرة لكل زملائي. وأنا أرى أن هذا التنوع في صالح الجمهور. ففيلم أحمد حلمي «صنع في مصر» كوميدي. وفيلمي يعتمد على الغموض والرومانسية. وأرى أن الجمهور أمامه فرصة لمشاهدة هذه الأفلام والاستمتاع بكل النجوم المحببين لديه. وأتمنى أن ننجح جميعاً ليس فقط في جلب الإيرادات الكبيرة، بل في إسعاد الجمهور أولاً؛ لأنه هو الذي منحنا ما نحن فيه من شهرة. هل أنت راض عن سوق السينما في مصر، وهل تعتقد أنها سوف تعود إلى ما كانت عليه قبل سنوات؟ بالطبع، لست راضياً الآن، لكنني متفائل جداً بالفترة القادمة. وأعتقد أننا سوف نتقدم كثيراً؛ لأن الأوضاع في مصر تسير نحو الاستقرار. هناك هجوم شرس على أفلام السبكي، هل ترى أن هذا الهجوم مبرر، خاصة أنه يكاد يكون المنتج الوحيد الذي أنتج في السنوات الثلاث الماضية؟ السبكي منتج يخدم صناعة السينما بسبب حرصه الدائم على الإنتاج. ولكن، إذا حدث أي شيء في فيلم أو تمّ منعه يجب أن يكون من خلال الرقابة. لكنه كمنتج من حقه أن ينتج الأعمال التي يراها تحقق له أعلى الإيرادات؛ لأنه يحسبها بمنطق المكسب والخسارة. وأعتقد أن الحملة الشرسة على السبكي غير مبررة في معظمها. عائد في رمضان 2015 لماذا لم تتواجد في دراما رمضان هذا العام، خاصة أن مشاركتك الدرامية الأخيرة «الهروب» حققت نجاحاً كبيراً؟ لا أحب، منذ بدايتي الفنية، أن أتواجد بهدف التواجد. كما أنني لا أحب أن أتواجد سنوياً في الدراما، وعندما قدمت مسلسل «الهروب»، وجدت ردود أفعال الناس إيجابية. وعلى المستوى الشخصي، فرحت بالتجربة كثيراً. وهذا جعلني أفكر كثيراً قبل اتخاذ خطوة التواجد في عمل درامي. لكنني أقول لك إنني موجود في دراما 2015، بإذن الله. كريم بـ «نيو لوك» _ تظهر بـ «لوك» غريب في الفيلم، فهل تغيير الشكل كان ضرورياً؟ طبعاً، تغيير الشكل كان ضرورياً. وهو ليس تغييراً لمرة واحدة، بل لأكثر من مرة، كما شاهدت في الفيلم، لأن هناك تحوّلات كثيرة في الشخصية، والحقيقة أن لحيتي وشعري كانا وجهة نظر المخرج. الأعمال الخيرية لماذا أصبح ظهورك إعلامياً مرتبط بالأعمال الخيرية، سواء في المناسبات أو البرامج؟ تعرف جيداً أنني أفضّل الصمت إلا إذا كان لديّ جديد، وأتحدث عندما يكون عندي عمل فني، لكنني ـ بصراحة ـ أحب كثيراً المشاركة في أي خير. ولذلك، ظهرت في برنامج «واحد من الناس» مع الإعلامي عمرو الليثي، وقمت بعمل زيارات لجهات مختلفة وسعيد جداً بهذا التواجد؛ لأنني أدخل البسمة إلى قلوب أطفال أو محتاجين، وهذا ليس نوعاً من المجاملة لهؤلاء الأطفال، ولكنني أراه واجباً على كل فنان تجاه هذه الفئات. كما أنني مستعد أيضاً للمشاركة في أي عمل حقيقي يهدف لخدمة البلد في هذه الفترة، التي أرى فيها بعض القوى ترغب في إضعاف مصر، وهذا لن يحدث بفضل الله.