لم أرى في حياتي أسخف ولا أسمج من تلك الجماهير التي ظهرت بعد خسارة الهلال للبطولة الأسيوية أمام سيدني , جماهير أتيك من حيث لاتعلم. فرغم أن كل ماحدث هو مجرد كبوة جواد لفريق بطل هم أول من يعرفه جيدآ ويعرفون من يكون , لم يحالفه التوفيق , ورافقه سوء طالع , وظلم تحكيمي لايختلف عليه إثنان , إلا أن تلك الجماهير ورغم كل ذلك وجدت ضألتها في تلك الكبوة التي حدثت أمام الفريق الأسترالي لتظهر كل مافي القلوب من حقد وتعصب رياضي أعمى , وتمعن في سخافتها أيما إمعان , حتى ضاقت بها كل وسائل التواصل الإجتماعي. كل هذه طقطقة؟ , أبدآ ياسادة هي ليست كذلك , إنما هي أحقاد مدفونة أظهرتها تلك الكبوة التي أشغلت ذلك الجمهور حتى عن ناديه , وعن منتخب بلاده الذي يرونه بالمناسبة منتخبآ كحليآ من خلال تلك النظارات السوداء التي يضعونها على أعينهم , فما أصدق من قال كل يرى الناس بعين طبعه , فطقطقوا ماشاء الله لكم أن تطقطقوا فإنما تطقطقون على أنفسكم وتجعلون الناس يسخرون من عقولكم الصغيرة والتي هي فعلآ أصغر من أي مقطع تصنعونه أو رسالة تكتبونها , وأنتم من جعلها بهذا الحجم , أما الهلال وما أدراك مالهلال , فتعلم جماهير الكرة السعودية والخليجية والأسيوية قاطبة أنه ليس ذلك الفريق الذي يستحق الطقطقة عليه , والسخرية منه , لإنه ببساطة زعيم أسيا برمتها , وأشهرها , وأكثرها بطولات , ولإنه فريق جمع كل المجد من أطرافه فلامجال إذا للإنتقاص منه مهما كانت المبررات. إذا , على أولئك القادمون من سنوات الضياع والكبت , أن يصمتوا ولايجعلوا كبتهم وقهرهم معول هدم للروح الرياضية , وعليهم أيضآ أن يتعلموا من جماهير الأندية الأخرى المثالية والثقل , والرزانة , وأن ينظروا إلى كرة القدم بواقعية ولا يصنعون لها حجمآ أكبر من حجمها الطبيعي , لإنها ستبقى مجرد كرة قدم ولن تكون أكثر من كونها كذلك , هي فقط لعبة جميلة يجب ان يتحلى من يمارسها , ومن يشجعه , بالروح الرياضية هذا كل مافي الأمر , وعليهم أن يتركوا عنهم تلك السماجة , حتى لايخسروا المزيد والمزيد من أصدقائهم بسببها , وعليهم أيضآ أن يتذكروا دائمآ أن المزح ساعة والخبالة دايم وأن مازاد عن حده إنقلب إلى ضده.