جدة: محمد العايض شدد تود هولمستروم قنصل الولايات المتحد الأميركية في جدة، على أن الولايات المتحدة حريصة جدا على زيادة قوة الترابط فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع المملكة العربية السعودية، لما من شأنه أن يعود بالنفع على الطرفين، مؤكدا خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنهم يسعون لنقل تجاربهم الاستثمارية الناجحة في أميركا إلى السعودية. وقال هولمستروم: «نحن نركز من خلال معرض الشركات الأميركية الذي تستضيفه الغرفة التجارية بجدة على نقطتين أساسيتين، أولاهما فكرة المشاريع المتوسطة والصغيرة الحجم التي نطبقها في أميركا، وسنعرض فكرنا وتجاربنا والتعاون مع المستثمرين وأهل الأعمال حول المشاريع الصغيرة والمتوسطة لديهم، ونأمل أن يكون ما نقوم به من شأنه أن يعود بالنفع على أصدقائنا في السعودية، خاصة فيما يتعلق بفكرة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتطبيقها، حتى تعم الفائدة على الطرفين سواء في السعودية، وكذلك لدينا في أميركا» وأضاف: «في النقطة الثانية نحن نستهدف المناطق التي نستطيع من خلالها خلق فرص استثمارية تجارية وتطويرها، تحت قاعدة ومبدأ ما يسمى (win win) نربح ويربح غيرنا، ونحن نطبقها في مجال الأعمال؛ لأن هدفنا دائما الفائدة للطرفين في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، وسنترجم هذه المقولة من خلال المكاسب المادية والمعنوية التي سنجنيها نحن في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك ما سنعكس على قطاع الاستثمار والمال في السعودية، حيث سنعمل مع المستثمرين السعوديين، أملا في تحقيق الربح للسوق السعودية، وكذلك للسوق الأميركية، وسنواصل سيرنا في تأسيس العلاقات الاستثمارية والتجارية في قطاع الأعمال بين الطرفين، فيما يحقق الفائدة». وبين القنصل الأميركي أنهم استهدفوا في التعاون الاستثماري بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية قطاعات محددة، منها قطاعا التعليم والصحة، بالإضافة إلى قطاع الطاقة، موضحا أنهم يرغبون في توسيع الفرص مع مضي الوقت. وتطرق هولمستروم إلى تجربة المشاريع الصغيرة والكبيرة في أميركا بقوله: «من الأشياء التي ساعدت على نجاح تطبيق الفكرة في أميركا أن حجم الاستثمار لم يكن ضخما تصعب السيطرة عليه، بل إنه كان مناسب، لذلك تلزم المشاريع المرونة الدائمة في الحركة». وزاد: «لاحظنا أثناء بدء أي فرصة استثمارية أن نتائجها وردودها تكون سريعة؛ بسبب ما ذكرنا سابقا: الحجم المتوسط والصغير للاستثمار الذي يمكن التحكم به، على عكس الشركات الكبيرة التي بدأت في إنشاء أنظمتها وشبكاتها، فإنها تأخذ وقتا أطول للتحكم وضبط الأمور، وبالتالي تكون النتيجة تأخيرا في جني النتائج». وفيما يتعلق بالاقتصاد الأميركي ووضعه في الوقت الحالي قال القنصل الأميركي إن الاقتصاد بدأ يسير نحو الزيادة أخيرا، والأرقام التي ظهرت أخيرا حول الوضع الاقتصادي في أميركا إيجابية، والتوقعات العامة تشير إلى أن الاقتصاد سيعود للنمو مجددا. وأضاف: «نحن نؤمن في الولايات المتحدة الأميركية بأن الاقتصاد العالمي يجب أن يتحد لما هو أفضل لجميع الأطراف، وشاهدنا أخيرا اتفاق زعماء العالم في اجتماع دول العشرين في أستراليا على ذلك». من جهته قال زياد بن بسام البسام نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن الخبرة المتأصلة لدى الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، المدعومة بإدارة متخصصة في المشاريع الصغيرة، تدفعنا نحن في الغرفة التجارية بجدة لمحاولة الاستفادة من تلك الخبرات المتراكمة، في محاولة محاكاتها لدينا في السعودية، وسيكون ذلك من التواصل المستمر معهم في الخطوات التي نقوم بها، لضمان أفضل النتائج». وكانت الغرفة التجارية والصناعية بجدة استضافت 50 ممثلا لأهم الشركات الأميركية التي عرضت منتجاتها وخدماتها في معرض «الكتلوج الأميركي» وهدف المعرض الذي رعاه القسم التجاري بالقنصلية الأميركية بجدة إلى إتاحة الفرصة للشركات الأميركية لعرض منتجاتها في المجالات الحيوية، مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والسياحة، بالإضافة إلى الطاقة.