×
محافظة المنطقة الشرقية

أمريكا وألمانيا: التوصل لاتفاق نووي مع إيران يمكن ان يحولها لحليف

صورة الخبر

يصنع كثير من الجماهير صورا وتخييلات لبعض النجوم، ويمهرونها بتصديقات لا تقبل الحجب والطمر، وينزلونها داخل وصفات تعليبية ومسكوكات "طوباوية"، بوصفها نماذج متعالية ومذهلة لا يرقى لها التفكيك والزحزحة، لاعتقادهم بحتمية التطابق بين خطابها الجمالي المبجل المستقر في الذهنية المهيمنة، وبين مضمونها الفعلي والقولي والإبداعي، ومن هنا ترتبك الرؤية المتناقضة ويتعزز الارتياب وتتبدد الرهانات، حين يسقط الرونق والطلاء وتتسع المواءمة بين الشخصية "النجم"، وبين تمثلاتها وذاتيتها، وتبرز تناقضاتها وتجاوزاتها ونزعاتها ونزغاتها في مكونها غير المكتمل، مما يجعل الركون للتصور المسبق ضربا من الأوهام والمغالطات والقياسات الفاسدة، بدعوى أن تلك "الرموز" كانت تحتمي بمتاريس الأضواء الفاقعة والأقنعة المزيفة والاستعلاء الممقوت، فيضمحل الانكباب والانغماس والمتابعة والتعاطف الفج لتلك الشخصيات، بعد أن تلاشى الاتساق والتعالق بين الظاهر والباطن، والموارب والواضح، والصدقية وخيبة الأمل، وتبدأ في إثرها المساءلة والحيرة وانهيار الوثوقية الهشة، والتهويمات المسبقة، وإعادة تركيب الصورة الماورائية، والنظر بإمعان إلى المرايا المقعرة التي كان يرى الجمهور من خلالها تلك الكائنات الزئبقية المشهورة، والرموز الفارهة والمتألقة والحاضرة بأسمائها وألقابها ورجحان وعيها كما كان يعتقد، ويبدأ بعدها انحسار الوميض والوهج والانعتاق من سلطة ذلك النجم، وربقته وتفتيت ذلك التمثال الشمعي المطفأ، والتوقف التدريجي عن ملاحم الدفاع الصارخ عن ذلك النموذج. ولكن الرؤية الأخرى ترفض هذا الاختزال المخل، والتشخيص العبثي، والتشيؤ، وسحق المبدع بمطرقة الرشد والتطهر والنجاة من الأخطاء، وحبسه داخل المخيال الجمعي واشتراطاته، وتقييده بحبال "المثالية"، ومطالبته بالتمثل والتشكل والاستخفاء داخل مقاصده العليا التي يدعو لها، وإلزامه بذلك المنحى المتعسف والصعب وعدم الانفلات منه. فالمبدع بشر يغشاه حلم الاكتمال الإنساني المنقوص، وتخترقه غوايات "ترابيته"، وانهيالات فوضويته، وانهدام الجدران بين ما يقول وما يفعل في بعض الأحيان، ليس من باب الارتكاس المضلل، والإفصاح المخاتل، والتناقض المعيب، والمكر والمماحلة، ولكنه كاللوحة تدلك على الطريق ولا تمشي معك. أصغيت إلى كثير من الآراء التي كانت تدخر صورا حميمية لبعض الرموز، وما نسج حولها من ابتناءات مظهرية وجمالية وتأطيرية، ولكنها مجرد أن التقتْ بها وتحدثتْ معها واختلطتْ بها سقطت تلك الشعلة، وخفت ذلك البريق الخادع في رأيهم، وترمد الخيال المزمن، وتشظت التشوفات النفسية التي كانوا يضمرونها في لحظات انبهار سابقة. ترى هل الاقتراب من بعض النجوم يحجب سطوعها ويحيلها شموسا ذابلة؟