×
محافظة الحدود الشمالية

تأهيل 35 قيادياً وإدارياً وميدانياً في «هيئة الشمالية»

صورة الخبر

يبدو أننا سنؤرخ لسنتنا الجديدة بـ (سنة البلاعات)، حيث تبتلـع فتحات تصريف المجاري والسيول كل ما يقـع فوقها حتى البشر، الذين يذهبون ولا يعودون، لأن مسؤولا إداريـا مهـمـلا ترك الأمور تسير على هواها وليس على هوى المسؤولية والمحاسبة. نحن الآن في موسم الأمطار والناس تضع أيديـها على قلوبـها تحريا لمصائب تتكرر سنويا أعلاها فقدان أحبة تجرفهم هذه السيول وأدناها دحرجة السيارات البريئة في بحار الأنفاق والشوارع التي تغص بالماء. وكما هو الحال دائما على المتضررين أن يبلعوا الحزن والخسارات الواضحة في الأرواح والممتلكات. كأننا البلد الوحيد في هذا العالم الذي تتنزل فيه الأمطار!!، أو كأننا لا نعلم أن الأمطار الموسمية في شرق آسيا مثـلا تـزخ يوميا، وعلى مدار ثلاثـة أشهـر تقريبا، ثم تصبح الشوارع في غمضة عين كأنه لم يمـر بها مطـر.!!. في المقابل، نحن نعلم أن بلدانا تتضرر من الكوارث الطبيعية ومنها الفيضانات التي تتسبب بها أحيانا الأمطار الغزيـرة، لكننا لا نعلم أن مطرا لساعة أو ساعتين وبمعدلات متوسطة يغمـر الأنفاق ويقطع الطرق ويصيب الناس بالذعر على أنفسهـم و(حلالهـم). وهذا يعني أن مسألتنا مع الأمطار وفتحات (البلـع) المغمورة والمكشوفة مسألة خاصة جدا ولا يشبهـنا بها أحد، وهو ما يدل على أننا لا بد أن نفتش، أيضا، عن سبب لهذه الكوارث غير الأسباب التي عند الآخرين. وأعتقد، إن لم أكن واهـما، أن الفساد الإداري أحد هذه الأسباب. وهو لا يعني بالضرورة أن يتقاسم بعض المتنفذين المغانم المادية ويتركوا الفتات لتنفيذ المشروع، بل قد يعني أنني، كجهـة منفذة، أسلم المشروع للمقاول ثم أسحب أكبر (مخدة) إلى أن ينتهي المشروع. بمعنى أنني لم أراقب ولم أدقق ولم أحاسب، ولا أدري ما إذا كانت قطاعات هذا المشروع بنيت من خشب أو من خرسانة مسلحة، إذ ما دام كل شيء مطمورا فمن يعلم ماذا حدث أو كيف حدث.؟!. ولذلك حين يأتي المطـر، وهو لا يجامل ولا يداور، ينكشف المستور وتخرج سوءات الفساد والمخدات وغياب الضمـير العملي المسؤول، ثم نتذكر بحسرة، لا نحسد أبدا عليها، أن تلك الجهـة أو ذلك المسؤول حصل على المركز الأول في حسن الإدارة والتصرف والإنجاز. وبالتالي تهـنا نحن فيما بين (بلاعات) تلتهـم وتهـدد أولادنا وهم في الطريق إلى مدارسهـم ومسؤولين إداريين يتقاذفوننا فيما بينهـم هروبا من المسؤولية والمحاسبة.!!.